لم يمض علي زواج محمد سعيد، الشاب العشريني، سوى شهرين فقط، قبل أن تبدأ مشكلاته مع عروسه، رغم أنه كان دائما يحاول إرضاءها، لكنها لا تتوقف عن اختلاق المشكلات من العدم.
كثرت مشكلات العروسين، إلى أن قررت العروس إنهاءها تماما، ففي إحدى الليالي وما إن خلد زوجها الشاب للنوم علت وجهها نظرة شيطانية، ولمعت عيناها بالشر، فاستلت سكينا من المطبخ وانهالت طعناتها لتنال من جسد الشاب 11 طعنة في أنحاء جسده، ويفارق الحياة.
أعدت تلك الشيطانة خطتها كاملة في ثوان معدودة واتصلت بابنة خالتها، المقيمة في قرية أبوزعبل، المجاورة لقريتها بمنطقة شبين القناطر، لتشاركها في حمل جثة الشاب المسكين، والتخلص منها، وبالفعل حملت كل منهما الجثة وتم إلقاؤها في قطعة أرض فضاء أمام منزل الزوجية، لتضلل رجال الشرطة، وحملت ابنة خالة الزوجة أداة الجريمة لتخفيها بعيدا عن مسرحها.
في منزل الضحية
“حاولت تخدره أكثر من مرة، لكن محاولاتها فشلت حتى قتلته”.
يقول إبراهيم شقيق القتيل الأكبر. ويكمل أن زوجة شقيقه كانت مشكلاتها لا تنتهي، مهما حاول إرضاءها، فهو معروف بطيبته مع الجميع،الغريب قبل القريب، لكنها فضلت قتله في النهاية.
يقول سعيد عايش، الأب المكلوم، إنه دائما ما ألح علي نجله محمد ليتزوج، لكن دائما ما أجابه بأنه لن يفعل، حتي يستطيع مساعدة والديه علي المعيشة ويتمكن من رد جميلهما في تربيته، ويضيف أنه لم يجد بعد “بنت الحلال”. يسكت الرجل والدموع تنهمر من عينيه ويكمل: “ياريت يابني ما كانت جت خالص” ويشير إلي صورة ابنه المعلقة علي إحدي زوايا الحائط.
بعد زواج الشاب محمد، مشكلاته مع زوجته ظهرت بقوة، حاول كثيرا إرضاءها لكنها لم تتوقف، حاول الأب حينها التدخل وطلب من ابنه إنهاء الزيجة إن لم تكن موفقة، لكن الابن رد ببساطة “يا والدي نستحملها ونصبر عليها وناخد فيها ثوابا”، وينهي الأب حديثه “شوف طيبته وصلت لحد فين”، وينظر لزوجته ليكفكف دموعها قائلا “يا أم محمد متزعليش هو سبقنا علي الجنة محمد كان شهما وجدع صاحب كل البلد مفيش حد يطلب منه حاجة إلا لما يعملها له..الله يرحمك يابني”.
“ملحقش يفرح بجوازه” تقول الأم في بداية حديثها، فمشكلات ابنها وزوجته بدأت مبكرا بعد عدة أيام من الزواج، حينها تدخلت أم العروس وضربتها، وقالت لها “خليكي تحت رجلين زوجك وحماك وحماتك، انتي مش هتلاقي ناس طيبين زي دول”، لكن الابنة لم تستمع لنصيحة أمها.
وتضيف الأم أن زوجة ابنها كانت تتعاطى حبوب منع الحمل، كأنها تعلم أن زواجها لن يستمر، حينها تدخلت أم الزوج وقالت لها “ليه كده يا بنتي عايزين نفرح ونشوف خلفة ابننا”، لكن الزوجة الشابة لم تجب، لكنها بعد فترة صارحت محمد زوجها قائلة “أنا مكنتش عايزة أتجوزك أهلي غصبوني عليك”.
تتمالك الأم زمام نفسها بصعوبة وتكمل، أنها لم تكن تتخيل أنها نائمة هي وزوجها، وبينما الزوجة المجرمة تقتل فلذة كبدها، ليستيقظوا علي مشهد ضباط المباحث بشبين القناطر وجثة ابنها ملقاة في الشارع.
يقول الأب أن زوجة ابنه أكملت تمثيلها فنزلت درجات السلم وهي تصرخ وتقول “مين اللي عمل كده في جوزي”، وتحضن والدته وهي تمثل البكاء.
كادت خدعة الزوجة تنطلي على الأب والأم ورجال المباحث لولا أن الشابين طه الصادق، ومصطفي فواز، يعملان سائقي توكتوك، تمكنا من المساعدة في حل اللغز، فقبل اكتشاف الجثة فوجئا بسيدة ترتدي نقابا، وتسير في الشارع ويبدو عليها الخوف والارتباك، وتحمل في طيات ملابسها شنطة بلاستيك سوداء اللون، استوقفت التوكتوك وطلبت أن تذهب لمنطقة أبوزعبل بسرعة وبأي ثمن، وبعد أن تحرك التوكتوك بضع خطوات ألقت الكيس الذي بيدها علي جانب الطريق، فلحقت بها سيدة من القرية وطالبتها بإزالة القمامة التي رمتها، لكن السيدة المنقبة أنكرت أنه ملكها.
بدأت الشكوك تنال من الشابين وتوقفا ليفتحا الكيس ويفاجئا بأنه يحوي سكينا مغطى بالدم وحافظة نقود خاصة بالقتيل ودبلة ذهبية، حينها تأكدت شكوكهما بأن هناك سرا خلف تلك السيدة، فقبضا عليها وقيداها، في نفس الوقت تعالت أصوات سيارات الإسعاف والشرط، فربط الشابين بين الأمرين، وتوجها لرجال الشرطة وأبلغا عما حدث، وتبين أن السيدة المنتقبة هي ابنة خالة الزوجة.
واعترفت بتفاصيل الجريمة كاملة ليتم القبض على الزوجة وابنة خالتها.
كان اللواء رضا طبلية، مدير الأمن، تلقى إخطاراً من المقدم محمد عبد الله السايح، رئيس مباحث مركز شبين، يفيد تلقيه بلاغاً من الأهالى بالعثور على جثة شخص يدعى ” م س ع ” 36 سنة عامل جثة هامدة ملقاة فى الشارع، وبها عدة طعنات في الصدر والبطن ويرتدى ملابسه كاملة.
تم تشكيل فريق بحث قادة العميد عبد الله جلال، رئيس فرع البحث الجنائي، وتوصلت التحريات إلى أن وراء الواقعة زوجة القتيل وتدعى ” ا ش ا ” 23 سنة، تزوجته منذ شهرين رغما عنها حيث قامت أسرتها بإرغامها على الزواج منه، وعقب خلوده إلى النوم قامت بإحضار سلاح أبيض “سكين مطبخ “وأجهزت عليه بها بعدة طعنات بمنطقة الصدر والبطن حتي وافته المنية واستعانت بنجلة خالتها وقامتا بحمل الجثة، وإلقائها فى الشارع لتضليل أجهزة الأمن.
تمكن النقباء أيمن سليمان ومحمود غزالي وأحمد الشامى معاونو مباحث المركز من ضبط نجلة خالة المتهمة المدعوه “صباح . م . خ ” 16سنة، طالبة ومقيمة أبو زعبل، دائرة مركز الخانكة، وبمواجهتها أقرت باشتراكها في ارتكاب الواقعة علي النحو المبين وتم بإرشادها ضبط السلاح الأبيض المستخدم في الواقعة، وكذا حافظة نقود المجنى عليه وبداخلها بطاقة تحقيق شخصيته وهاتفه الخلوى ماركة سامسونج فضى اللون، تحرر عن ذلك المحضر رقم 4591 إدارى مركز شبين القناطر لسنة 2019، وتولت النيابة التحقيق.
وأمر حاتم كشك رئيس نيابة شبين القناطر، بإشراف المحامى العام الأول لنيابات شمال بنها، حبس ربة منزل ونجلة خالتها 4 أيام على ذمة التحقيقات، لقيامهما بقتل زوج الأولى وإلقاء جثته بطريق بالقرب من مسكنه.