تجارب إعادة احياء الموتى ليست خبرا من باب الخيال العلمي، ولكنها حقيقة يعمل عليها العلماء وقاموا بالاحتفاظ ببعض الموتى بتقنيات التجميد العميق على أمل أن يبعثوا فيهم الحياة مرة أخرى، خاصة وأنهم نجحوا في اعادة بعض الحشرات والديدان الميته الى الحياه.
فمنذ عام 4300 قبل الميلاد اعتقد قدماء المصريين أن بقاء الجسد بعد الموت ضروري حتى يعيش الإنسان مرة ثانية في الآخرة ويصبح مخلدا، ودون جسد محفوظ لم يكن هذا ممكنا … وقاموا بالفعل بإعداد طريقة تقربهم من هذا الهدف وهى طرقة تحنيط الموتى.
وحلم احياء الموتى ظل يراود البشرية منذ معجزة المسيح عيسى عليه السلام ،الذي عرف أنه يحيى الموتى طبقا لما ذكر بالقرآن الكريم، وعلى مدار السنوات الماضية تحولت أحلام عددًا كبيرًا من العلماء إلى وعود مستمرة بقدرتهم على عودة معجزات الأنبياء من جديد لتكون في العصر الحديث.
وفى كتاب البيهقي في دلائل النبوة وابن كثير فى البداية والنهاية نقلا عن أنس بن مالك، قال إن عجوزًا عمياء مهاجرة كان لها ابن أصابه وباء فمرض أياماً ثم مات، فغمضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بتغسيله، وأثناء تجهيزه للدفن جاءت أمه وجلست بجواره ودعت الله باكية: “اللهم، إني أسلمت لك طوعاً وخلعت الأوثان زهداً وهاجرت إليك رغبة، اللهم لا تشمت بي عبده الأوثان، ولا تحملني من هذه المصيبة ما لا طاقة لي بحملها، فما إنتهت من كلامها حتى قام ولدها حيا، وعاش بعد ذلك عمرا طويلا.
ففى دراسة حديثة بجامعة ييل الامريكية يجريها مجموعة من العلماء برئاسة الدكتور نيناد سيستان أستاذ علم الاعصاب، اوضحت الدراسة ان عقل الانسان لديه القدرة على اعادة تشغيل بعض الخلايا وجريان الدم في المخ بعد عدة ساعات من توقف الدورة الدموية في الجسم.
وقد اجريت الاختبارات على مخ 32 خنزيرا باستخدام طريقة براين اكس وهى طريقة علمية تعتمد على استئصال المخ من الجسم في بيئة معملية معينة للحفاظ على شرايين المخ سليمة عبر ضخ سائل بديل عن الدم داخل الشرايين للحفاظ على سلامة المخ بعد الاستئصال ومن ثم وضعه في سائل يحتوى على مواد حافظة.
وبعد مرور ست ساعات من الاستئصال باستخدام تلك التقنية يبدأ المخ في اعادة ضخ الدم ببطىء داخل الاوعية الدموية ومن ثم فقد اثبت المخ بذلك قدرته على خفض عدد الخلايا الميته واعادة عمل بعض الخلايا عبر اعادة نقل اشارات المخ بين الاعصاب.
وقد توصلت التجارب الى ان الابقاء على ضخ الدم في المخ في خلايا بعينها قد يساعد على الحفاظ على سلامة اعضاء الجسم بعد الوفاة لمدة أطول وهو ما ينطبق على مخ الانسان لكن تلك العملية ما زالت شبه مستحيلة لان تقنيات الحفظ الحالية تحتاج الى تطوير اساليب جديدة للحفاظ على بنية الخلايا بصورة معينه تتيح اعادة عملها مرة أخرى.
والسؤال المطروح .. هل اعادة الموتى الى الحياه خير ام شر ؟ هل ذلك يتعارض مع الشرائع السماوية؟ هل انت مع او ضد هذا الفكر وهذه التجارب؟