لايزال التاريخ يذكر وعد بلفور الذي منحت بمقضاتها بريطانيا الأراضي الفلسطينيه لأسرائيل عنوه ودون سند او شرعية قانونية وسط صمت دولي حينذاك وصل لحد التواطوء واليوم يعاود الرئيس الامريكي دونالد ترامب لفتح باب شر من جديد ربما يزيد من التوترات في المنطقة بالكامل حينما وقع علي إعلان إعتراف امريكا بسيادة إسرائيل علي الجولان ضاربا عرض الحائط بكل القواعد والمواثيق الدولية ولامؤخذاة كلهم بلا لزمه من وجهة نظر أمريكا بدءا من الامم المتحدة ونهاية بمجلس الامن وبكل المنظمات الدولية الاخري التي أكتفت علي إستحياء ببيانات الشجب والإدانة التي لاتسمن ولاتغني من جوع برغم انه من لايملك منح لمن لايستحق
• لقد سطر الرئيس الامريكي تغريدة علي صفحته بويتر كتب فيها بعد 52 سنة حان الوقت لامريكا الإعتراف الكامل بسيادة أسرائيل علي مرتفعات الجولان والقرار الباطل شرعا لم يصدر مصادفة وانما كان الهدف الاساسي منه هو مساندة ودعم نتنياهو في معركة إنتخابات الكنيست وتمكينه من الفوز
علي منافسيه خاصة تحالف أبيض …ازرق الذي تؤكد كل إستطلاعات الراي العام الاسرائيلي تقدمه علي تحالف الليكود بقيادة نتنياهو
• نعم القرار الامريكي هو والعدم سواء ولاتترتب عليه أية حقوق او إلتزامات لان الجولان أرض محتله وفقا لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن رقم 497لسنة 1981 إلا ان القرار في هذا التوقيت من شأنه ان يزيد حالة الإحتقان في المنطقة لاسيما وان سوريا العربية تنزف علي الأرض بعد معركة طويله نجحت من خلالها في القضاء علي تنظيم داعش الإرهابي وتمكنت من رفع أعلامها فوق مايقرب من 90% من أراضيها إلا ان مثل هذه الحماقات تمنح العنف والبلطجة حقوقا غير شرعيه بفتح الابواب لسياسة الإستيلاء علي أراضي الغير وربما تشعل نيران الحرب في المنطقة من جديد وبالتالي تقويض عملية السلام برمتها دون ان يدرك هؤلاء ان إستيلاء إسرائيل بمباركة أمريكية علي الجولان لن يوفر لها الامن والإستقرار بل سيجلب عليها الكثير من المشكلات والازمات ان شئنا التحديد لأن سوريا لن تقف مكتوفة الايدي كما يظنون حتي لو كانت في حالة لاتسمح لها حاليا بإتخاذ أي إجراء لانه لايوجد عاقل واحد يمكن ان يفرط في شبر واحد من أراضيه مهما كان الإنحياز الامريكي السافر لأسرائيل
• ان صوت العقل والضمير في الامه العربية يفرض علي القادة العرب في القمة المرتقبة بتونس ان يساندوا الشعب السوري لإستعادة عافيته السياسية والإقتصادية والامنية والخروج من دوامة العواصف التي لحقت بها علي مدار السنوات الماضية وربما يكون اول قرار لإنصاف الشعب السوري هو عودتها لحضن الجامعة العربية لدعمها في النضال السياسي الشرس الذي فرضه قرار الرئيس ترامب لان عودة سوريا للجامعة العربية يمثل نقطة تحول علي طريق إزالة الاثار التي افرزتها عواصف الفوضي بالمنطقة في اعقاب الربيع العربي
• لقد منح الرئيس الامريكي ترامب القدس لاسرائيل بقرار نقل السفارة الامريكية إليها برغم الإعتراضات الدولية واليوم يمنح الجولان لإسرائيل في صفقة مريبة وكان المدن والاوطان تمنح كهدايا وعطايا للغاصبين دون سند وهنا يثور السؤال الاهم باي حق يسلم التاريخ بأرضه ورموزه وقدسيته وكفاحه للمحتلين
• علي امريكا واسرائيل ان يعلما ان الشعوب لاتموت ولاتفرط في عرضها او اراضيها ومثل هذه القرارات هي التي توفر البيئة الخصبة للإرهابين والدواعش ان ينشروا أفكارهم المسمومة بدعوي الجهاد لتحرير القدس وخلافه بينما هم أبعد مايكونوا لنيل هذا الشرف فلم نراهم يوما يحاربون إسرائيل او حتي يقتربون منها
• بالمناسبة الوفد الإخواني الذي كان في زيارة لمراكز امريكية وقت توقيع ترامب للقرار لم يفتح فمه بكلمه إدانة واحدة او حتي تعقيب علي القرار لان هؤلاء ببساطه ولائهم الاول والاخير للجماعة والتنظيم والاوطان عندهم ليست سوي حفنة من التراب …لاسامحكم الله
0 13