النيران أكلت مصدر رزقهم الوحيد والاسرة تعيش بلا ماوي في الشارع
رصدتها : دعاء درويش
فجاءة وعم “عادل ” يجلس مع اسرته في أمان الله ليلة الخميس الماضي إشتعلت النيران في منزله بقرية السد بقليوب لتحرق القلوب قبل الجيوب حيث إستيقظت الاسرة من نومها علي لهيب النيران التي اتت علي الاخضر واليابس وسط صراخ وعويل الاطفال والاسرة المنكوبة بعد ان دمرت كا شئ لتنتهي احلامهم البسيطة وراس مالهم في الحياة والمتمثل في جمل وعجل وكلب حراسة حتي الإسعاف والمطافئ كالعادة جاءت متاخرة وكانهم تامروا علي الاسرة التي أصبحت في الشارع تعيش حياة البؤس بلامأوي ولامسكن ولامصدر رزق الكل أكلته النيران القصة انسانية للغاية وحجم الماساة اكبر من يصفه القلم بعد ان غحترق كل شئ لهذه الاسرة المكلومة
كاميرا مباشر القليوبية كانت هناك مع الزميلة ” دعاء درويش ” ورصدت الماساة
“حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عمل فينا وفي أولادنا كدة ،نفسنا بيتنا يرجع تاني وحاجاتنا ترجع تاني ، انا ولاولادي وزوجي نايمين في خيمة في الشارع ولا حد سائل فينا وكل الأجهزة والملابس وحاجاتنا كلها أكلتها النيران ، بتلك الكلمات عبرت السيدة حرية علي سيد قطب (صاحبة المنزل 30 سنة ) عن مأساتها هي وبناتها ( هاجر 12 سنة -غرام 9سنوات -مريم 5 سنوات – فرحة 3 سنوات ) وابنها عمار 7 سنوات بعد أن احترق منزلهم الكائن بقرية السد بجوار المعهد الأزهري شارع الترعة بمركز قليوب ، وتشردوا بالشارع ، وأضافت واحد لا يعرف ربنا هو اللي عمل فينا انا وأولادي وزوجي كدة وتم القبض عليه وفي انتظار المعمل الجنائي .
واشتكت السيدة “حرية ” من عدم اهتمام المسؤلين بهم وأضافت “كل اللي حليتنا راح ” وانا وعيالي اترمينا بالشارع ولا حد سائل فينا ولو ماكانش ابني قايم يشرب بالليل وشاف الولعة مشتعلة كنا ” كنا اتصفينا زي البهايم دي ”
وتحدث إلينا عادل سعيد عبد اللطيف (صاحب المنزل فلاح 40 سنة ) انا لحد دلوقتي في ذهول منذ اشتعال المنزل فجر الخميس ، روي أن ابنه كان قايم يشرب ووجده يصرخ بصوت عالي ( البيت بيولع ) ، بدء الاشتعال من داخل الزريبة ثم في المنزل بأكمله وكل ما أتذكره اني دخلت حملت اولادي وخرجتهم وانتظرنا مجيء المطافي لم تأتي إلا بعد خراب الديار ، وبصوت به حزن وذهول انا مريض عندي الكبد وبشتغل عند ناس وعلشان عندي ولاد كنت جايب لمراتي حبة بقالة تبيع فيهم في مدخل البيت وأضاف والله العظيم كانت سالفة فلوسهم اقول اية غير حسبي الله ونعم الوكيل ، فلوسي وبيني وعفشي واجهزتي وملابسنا ومواشينا كل شيء راح واترمينا انا وعيالي في الشارع .
وقال محمد جلال عبد اللطيف (مأمور ضرائب ) ، يرضي مين اللي حصل لهم دا ، خرجوا من بيتهم بالهدوم اللي عليهم ، والي الآن المواشي المحروق بالمنزل واخرجت دود وروائح كريهة تضر بصحة الاطفال ولم يأتي المعمل الجنائي ، وأضاف المطافي لحد ما جاءت كانت النيران أكلت كل ما يمتلكون ، وأشاد بدور الشرطة والنيابة ولكن معاتبا مؤسسات المجتمع المدني الذين لم يقدموا يد العون لهذه الأسرة الفقيرة التي دمرها القدر ولا المجلس المحلي بطنان ولا نواب قليوب .
ووجه ( مأمور الضرائب ) كلمته لنواب قليوب ” احنا اختارنكم علشان تمثلونا وتحسوا بينا في وقت الشدة وانتظرنا منكم الكثير وانكم تجوا تشوفوا الناس اللي أصبحت نايمة بري مثل الكلاب الضالة ” بدون مأوى ، بدون غطاء ، اللي شحتت لبس من الأهالي بعدما التهمت النيران كل بضائعهم وممتلكاتهم ، تعالوا شوفوا بعيونكم . . كيف الأطفال نائمون؟! .. متسائلاً : أين دور الدولة ؟! .. أين دور مؤسسات المجتمع المدني ؟! .. أين دور رئيس مجلس مدينة قليوب التابعين له ؟! .. أين دور الشئون الاجتماعية ؟! اتمني صوتي انا وأهل القرية يوصل لمحافظ القليوبية: حضرتك رجل عسكري بتشعر بمعاناة وآهات الناس .. تعالي وشوف بعينك حال الأطفال ومأساة أسرة بأكملها لايوجد مكان يأويهم
مباشر القليوبية
