كتب /مدحت منير:
تحت رعاية نيافة الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا تواصل كنيسة القديس نيقولاوس ببنها نهضتها الروحية لشفيعها والتى بدأت يوم الأربعاء 12 ديسمبر “3 كيهك” لتنتهى يوم الثلاثاء 18 ديسمبر “9 كيهك” (عشية عيد القديس نيقولاوس) وتشتمل فعاليات النهضة على قداسات إلهية وصلوات عشية وتمجيد ومعارض للكتاب المقدس والكتب الروحية والأنشطة فضلا عن عظات روحية يلقيها نخبة من الأساقفة منهم الأنبا مرقوريوس أسقف جرجا والأنبا صليب أسقف ميت غمر والأنبا دانيال أسقف المعادى وأخرين طبقا للجدول المنشور وتنتهى النهضة بسهرة روحية تبدأ فى منتصف ليل الثلاثاء لتنتهى بقداس إلهى صباح الأربعاء 19 ديسمبر “عيد القديس نيقولاوس ” يترأسه نيافة الأنبا مكسيموس ولفيف من كهنة بنها وقويسنا
يذكر أن القديس نيقولاوس الملقب عدة ألقاب منها “شفيع الملاحين – شفيع العواقر – شفيع التائهين – صديق الاطفال – شفيع المظلومين ” كان أسقفا لمدينة مورا بأسيا الصغرى وسيرته العطرة مذكورة تفصيليا بالسنكسار”كتاب سير القديسين” فى يوم “10” كيهك ، وهو يوم عيد نياحته والذى يوافق عادة “19” ديسمبر ، وهو الشخصية الحقيقية وراء شخصية “بابا نويل” الاسطورية التى يحبها أطفال العالم أجمع والكبار أيضا ، وينتظر الاطفال زيارته السنوية تاركا هداياه التى تسعدهم.
القصة الحقيقية وراء هذا هى أنه كان بمدينة “مورا” رجل غنى فقد ثروته وكان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج ولم يزوجهن لضيق ذات اليد ، فوسوس له الشيطان أن يوجههن للعمل بأحد المواخير، ولكن الرب كشف للقديس نيقولاوس نية الرجل فأخذ القديس من مال أبويه “100” دينار ووضعها فى كيس وتسلل فى جنح الظلام دون أن يشعر به أحد وألقاها من نافذة الرجل ، وعندما وجد الرجل المال إندهش وقام بتزويج ابنته الكبرى ، وفيما بعد وفى ليلة أخرى كرر القديس فعلته السابقة مع الرجل فاستطاع تزويج ابنته الثانية ، وفى المرة الثالثة أراد الرجل أن يعرف ذاك المحسن المجهول فسهر طوال الليل وعندما شعر بالكيس يلقى فى النافذة أسرع الى خارج المنزل ليجد الاسقف الطيب نيقولاوس، فخر عند قدميه وشكره كثيرا لانه أنقذ بناته من براثن الشيطان ، أما القديس فلم يقبل الشكر وطلب من الرجل وبناته أن يشكروا الله الذى وضع هذه الفكرة فى قلبه .
“كنيسة القديس نيقولاس الوحيدة المدشنه على اسمه بمصر”
أما عن كنيسة القديس ببنها فهي الوحيدة المدشنة على اسمه للاقباط الارثوذكس بمصر، فقد أنشئت عام “1910” لطائفة الروم الارثوذكس “اليونانية ” ولما تقلص عدد اليونانيين ببنها، قام مثلث الرحمات الانبا مكسيموس مطران القليوبية بشرائها عام ” 1980″ ووقع عقد الشراء مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث وكان ذلك يوم 17 / 10/ 1980 ، وأقيم أول قداس الهى بها فى 27 / 7 / 1980 وترأسه مثلث الرحمات الانبا مكسيموس المطران ، وفى البداية توالى أباء الايبارشية على خدمة الكنيسة حتى رسامة القس ساويرس عياد كاهنا عليها فى 1 /9 / 1982 ليرعاها لمدة “5” سنوات ثم تركها ليحل محله القمص صرابامون سيدهم الذى رسم قسا عليها فى 6 / 3 / 1987 وبعد ذلك ب”8″ سنوات وتحديدا يوم 3 / 5 / 1995 تمت رسامة القس نيقولا حلمى كاهنا على الكنيسة ومع الزيادة المضطردة فى شعب الكنيسة وأعباء الخدمة قام نيافةالأنبا مكسيموس برسامة القس لوكاس وجدى كاهنا للكنيسة فى 19 / 6 /2016 .
يذكر أنه يوجد بالكنيسة جانب من “المن ” وهو زيت يتساقط من قبر القديس بمدينة بارى بايطاليا وهو يصنع معجزات شفاء ، كما يوجد جانب من رفاته ، وكذا يوجد رفات للعديد من القديسين الذين منهم سمعان الخراز ومارجرجس الرومانى وأبوسيفين وشهداء أخميم وغيرهم
وسوف يظل هذا القديس العظيم نيقولاوس أو سانتا كلوز أو بابا نويل، هو صديق أطفال العالم أجمع الذين سينتظرون هداياه الرائعة عندما تتعانق عقارب الساعة معلنة رحيل عام و ميلاد أخر جديد .