شهدت قرية طنط الجزيرة مركز طوخ بمحافظة القليوبية جنازة شعبية مهيبة لمدرس يدعي عبد الناصر رشدي، معلم مادة الرياضيات بالمعهد الازهري بالقري والذي اطلق عليه اهل القرية وتلاميذها مدرس الاجيال حيث إصطف المعهد لتوديع جثمان الفقيد في طابور داخل المقابر اثناء تشييع جثمانه لمثواه الاخير تقديرا له حيث عاش حياته مخلصا فى عمله وفيا لابنائه الطلاب يقدم لهم دائما النصائح قبل الدرس ومات وهو يقوم بواجبه بالتدريس للطلاب والتلاميذ بالفصل
عبر الأهالي عن حزنهم الاستاذ الراحل عبد الناصر مشيرين أنه اعتاد الذهاب مبكرا إلى المدرسة، فلا يوجد أحد في قريته إلا ويعرفه فالجميع يقف في الطرقات والشوارع ليسلم عليه ويشرف بتتلمذه أو أحد أبنائه على يده.
تقول رودينا الحوفي، طالبة بالمعهد، أن العلاقة بينهم وبين المتوفي لم تكن مجرد علاقة مدرس بتلاميذه ولكنها كانت قائمة على الحب والاحترام المتبادل بين الطرفين، مشيرة إلى أنهم خلال اليوم الدراسي وأثناء قيامه بمزاولة عمله، فوجئوا به يسقط على الأرض مغشيًا عليه، وعلى الفور استدعت إدارة المعهد الإسعاف ليكتشوا أنه قد فارق الحياة وهو يؤدي عمله.
وتابعت أن زملائها من المدارس الأخرى كانوا يعرفونه جيدا فهو يقدم لهم شرحا بعد المدرسة لمن يحتاج بالمجان وبدون أي مقابل، لافتة أن جميع من بالمعهد من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وعمال وإداريين انتابتهم حالة من البكاء الهستيري والحزن.
وأشار عماد الدين أحد الأهالي إلى أن الجنازة كانت يومًا مهيبًا في تاريخ القرية فالمدرسون وأهالي القرية والطلاب حرصوا على المشاركة بها، بل أن الطلاب اصروا على البقاء بعد انتهاء مراسم تشييع الجثمان وأن يقرأوا له الفاتحة، مضيفًا أن المعلم من أسرة كلها معلمون ولهم باع طويل في هذا المجال وتتلمذ على يده معظم أهالي القرية.
وطالب عماد الدين بتقديم تلك النماذج المشرفة من المعلمين وتكريمهم ليكونوا قدوة لغيرهم ويغيروا الصورة الذهنية عن المعلم التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة من التعدي على الطلاب بالضرب والعنف داخل المدرس بل وصل بعضها إلى التحرش والاغتصاب في بعض الوقائع.
كان معهد طنط الجزيرة الأزهري قد شهد اليوم وفاة عبد الناصر رشدي مدرس الرياضيات بالمعهد أثناء شرحه للطلاب داخل الفصل اثر اصابته بهبوط حاد بالدورة الدموية.
