بقلم: د/ رمضان عرفة
تشكل الكرامة الإنسانية حجر الزاوية في أي مشروع وطنى قائم على الإصلاحات الديموقراطية أو يدعو إلى التحولات الإيجابية في أي مجتمع.. فكرامة الإنسان واجب مقدس ، يجب حمايتها واحترامها من قبل كل سلطات الدولة.
وكرامة البشر تمثل قيمة للذات الانسانية بغض النظر عن دينه أو أصله أو جنسه أو عمره أوحالته. وكرامة الانسان قيمة تولد معه. والتكريم الالهي هو سر خلق الانسان وتميزه عن الكائنات الاخرى وقال سبحانه وتعالى فى القرآن ( ولقد كرمنا بنى آدم ) ويخبرنا الكتاب المقدس بأن الإنسان خُلِقَ (على صورة الله).
والكرامة الانسانية تعطى الانسان الحق في الاختيار فالإنسان قادر على اختيار ما يريد اتباعه أو ما يريد القيام به، ولهذا صار مسؤولاً ومحاسباً وقال تعالى في سورة الكهف )وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُوْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكُفُرْ).
إن تعزيز مبدأ احترام كرامة الإنسان ليس سهلا وليس متاحا في كل زمان أو مكان، وثمة عقبات وتحديات تحول دون تعميم هذا المبدأ النبيل، لكن علينا التزاماً أخلاقياً باحترام حقوق الإنسان وصون كرامته باعتبارها محورا رئيسيا في جميع الديانات السماوية.
ونقصد بالكرامة الإنسانية التي نطالب بها أن يشعر الإنسان بقيمته و بوجوده كمواطن ترعى شئونه الدولة وتهتم باستقراره وأمنه وكل أمور حياته، أن لا يكون هناك تمييز في الخدمات الحكومية لأفراد بعينها أو اختصاص لمجموعة أو طائفة بمميزات دونا عن غيرها من باقي المواطنين، أن يجد المواطن إنسانيته حين يستقل وسيلة المواصلات المناسبة وحين يدخل أولاده مدرسة تليق ويطمئن إلى حسن التعليم فيها، وأن يجد احتراما من اصحاب السلطة في إدارتهم للمصالح الحكومية، ولا يعذب أو تمتهن كرامته داخل الدواوين الحكومية أو مستشفى أو قسم شرطة وأن يعامل حتى وإن كان متهما أو محكوما عليه بما لا يخل بأدمتيه، وأن يظل دائما هو الأولى بالعناية والرعاية كمحكوم وليس كحاكم.
ان ما ارتكبته الجماعات الارهابية المتطرفه من تفجيرات بالكنائس او اى عمليات ارهابيه اخرى تجاه الاخوة المسيحيين يتعارض مع الكرامه الانسانية فالحفاظ على أمن وسلامه الاقباط ليس مسئولية اجهزة الامن فحسب بل مسئوليتنا جميعا لترسيخ مفهوم ومعنى الكرامه الانسانية التى لن تتحقق الا للجميع وبالجميع ورغم مرارة اعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة اشهر الا انها أحد اليات مواجهة الارهاب لننعم بكرامتنا مسلمين ومسيحيين في وطن يعيش فينا.
مباشر القليوبية
