حققت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين والتى استغرقت أربعة أيام نتائج إيجابية لصالح مصر سياسياً واقتصادياً واسترتيجياً، وكانت الزيارة التاريخية ذات شقين، الأول زيارة ثنائية إلى جمهورية الصين الشعبية، والثاني للمشاركة فى القمة الجماعية لمنتدى الصين – أفريقيا “فوكاك “.
فعلى الصعيد الثنائى، التقى السيسى مع الرئيس الصيني “شي جين بينج ” لبحث أوجه التعاون المشترك والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين، كما التقى خلال الزيارة برئيس الوزراء الصيني، وممثلي كبرى الشركات الصينية لمناقشة أوجه التعاون المشترك وسبل زيادة استثماراتهم في مصر، كما أجرى الرئيس زيارة إلى الأكاديمية المركزية للحزب الشيوعي الصيني والتي تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الصين والمسئولة عن تدريب المسئولين والقيادات .
أما بالنسبة لمنتدى الصين- أفريقيا ” فوكاك”، والذى انعقد تحت عنوان “الصين وأفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذي مستقبل مشترك عن طريق التعاون المربح للجميع”، وهي القمة الثالثة لهذا المنتدى، وقد حضر هذه القمة عدد كبير من ممثلى الدول الافريقية على مستوى الرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء، وعدد من رؤساء المنظمات الدولية والافريقية.
لذلك فإن مشاركة الرئيس السيسي في منتدى الصين – أفريقيا قد شملت ايضاً عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية مع القادة والزعماء الأفارقة المشاركين في المنتدى، بحث خلالها تعزيز التعاون بين مصر وتلك الدول في المجالات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك . وخلال هذه الزيارة جدد الرئيس السيسي دعم مصر لمبادرة الرئيس الصيني (الحزام والطريق)، خاصة وأن مصر تعد شريكاً حضارياً وتاريخياً للصين في تلك المبادرة التي تمثل إعادة لإحياء طريق (الحرير)، كما أن المبادرة تتجاوز بعدها التجاري لتشكل عددا آخر من المحاور الثقافية والحضارية التي تهدف إلى تحقيق الترابط بين الشعوب، كما أكد الرئيس “أهمية الدور المصري في إطار المبادرة أخذاً في الاعتبار موقعها الجغرافي المتميز الذي يربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، فضلا عن قناة السويس التي تعد مساراً تجارياً محورياً في تعزيز وتيسير حركة التجارة عالمياً بما يتوافق مع مبادئ وأهداف مبادرة الحزام والطريق .
شهد الزعيمان المصرى والصينى مراسم توقيع اتفاقيات للتعاون بين البلدين في عدد من المجالات، منها مجالات الجودة الصناعية، ومنح الصين مصر قرضاً، إلى جانب التعاون في مشروعات تتعلق بالطاقة الإنتاجية والقطار المكهرب الذي تنشئه مصر بخبرة صينية، علاوة على منحة صينية لتصنيع القمر الصناعي المصري، واتفاق إطاري للمشروعات المستقبلية خلال السنوات الثلاث المقبلة لدعم المبادرات التي يطرحها الرئيس السيسي .
إن من أهم ماشهدته الزيارة، اجتماع الرئيس السيسي مع رؤساء كبرى الشركات الصينية العاملة فى مصر، لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وتنمية الاستثمارات المشتركة للاستفادة من الفرص المتاحة، وزيادة الاستثمارات الصينية في مصر.
وقد شهد الرئيس السيسي مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات والعقود مع عدد من الشركات الصينية لتنفيذ 7 مشروعات في مصر بقيمة استثمارية تبلغ حوالى 18.3 مليار دولار، وتشمل إنشاء المرحلة الثانية للأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية، ومشروع محطة الضخ والتخزين بجبل عتاقة، ومشروع إنشاء محطة توليد الكهرباء بالحمراوين، ومشروع منطقة مجموعة “شاوندونج روى” للمنسوجات، ومشروع “تاى شان” للألواح الجبسية، ومشروع “شيامن يان جيانج” لتصنيع المواد الجديدة، وإنشاء معمل تكرير ومجمع البتروكيماويات بمحور قناة السويس .
مباشر القليوبية