لقد كانت سعادتى غامرة حينما علمت ان مؤسسة الاهرام سوف تقيم احتفالية كبرى بعنوان زايد فى قلوب المصريين تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال شهر أكتوبر القادم تقديراً للمرحوم الشيخ زايد آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، بمناسبة مرور مائة عام على مولده وتأكيداً على عمق العلاقات بين مصر ودولة الإمارات الشقيقة.
واتذكر دائما قول المغفور له بأن ما تقوم به مصر نحو الإمارات هو نقطة ماء في بحر مما قامت به نحو العرب، حيث عٌرف الشيخ زايد بعلاقته القوية بمصر، فقد ربط بين الإمارات ومصر بحبل وثيق من العلاقات، وتجلت هذه الروابط في حرب أكتوبر عام 1973 عندما دعم مصر في حربها ضد العدو، ومروراً بعلاقاته التاريخية مع رؤساء مصر السابقين، وكانت مصر أول من أيد تأسيس اتحاد دولة الإمارات عام 1971.
في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وتحديداً بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي في 1967، ساهم الشيخ زايد نيابة عن شعب الإمارات في إعادة إعمار مدن قناة السويس (السويس، الإسماعيلية، وبورسعيد) والتي قد دمرت إثر العدوان، ولا يمكن أن ننسى زيارته إلى مدينة الإسماعيلية وافتتاح مدينة الشيخ زايد بعد حرب 1973. ومنذ اللحظة الأولى لحرب أكتوبر ، كانت مواقف الشيخ زايد حاضرة لخدمة تحرير الأرض العربية ودعم أشقائه في مصر وسوريا لاستعادة الحق والكرامة.
ولا ننسى أيضاً مواقف المرحوم الشيخ زايد عقب اتفاقية كامب ديفيد في سبتمبر 1978، حيث زادت ردود الفعل المعارضة لتلك الاتفاقية في بعض الدول العربية وصلت إلى حد المقاطعة لمصر، إلا أن موقف المغفور له كان مختلفاً عن أغلب الدول التي عارضت خطوة مصر نحو السلام، وحرص على إبقاء التواصل مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقال مقولته الشهيرة (لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود من دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغنى عن الأمة العربية.
أن العلاقات بين مصر والإمارات علاقات متينة، وشهدت نمواً فى مختلف المجالات، فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث تم توقيع عشرات الاتفاقيات التي نظمت التبادل التجاري، وجذبت مصر استثمارات إماراتية في مختلف القطاعات، فمنها في الزراعة والعقارات والخدمات البنكية والتكنولوجيا والاتصالات، والنقل والمواصلات إلى أن أصبحت دولة الإمارات من الدول التي لها استثمارات ضخمة في مصر لتؤكد قوة العلاقات والترابط بين البلدين.
مباشر القليوبية