إنتظر الناس كثيرا حتي تنتهي السنوات العجاف .. ولكن طال الإنتظار ولم تأت بعد السنوات السمان .. وكلما إقترب منهم الأمل قليلا يفاجأون بأن السنوات العجاف مستمرة ..
وللأسف لم يطل عليهم أي ” يوسف ” يبشرهم متي تنتهي هذه السنوات الجاسمة علي صدورهم ويبشرهم بموعد محدد كما فعل سيدنا يوسف مع المصريين عندما تولي حكم مصر في زمن ” عزيز مصر ” .
والمصريون لديهم قوة صبر وعزيمة لا تجدها في أي شعب في العالم .. فهم منذ عهد الفراعنة يتحملون ويصبرون ولكن كما يقول المثل ” للصبر حدود ” .. والدليل علي ذلك عندما نفذ صبرهم قاموا بثورتين خلال ثلاث سنوات مطالبين بالعيش بكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية، وتمكنوا من إزاحة الجماعة الإرهابية من حكم مصر وتطلعوا في ظا حكم جديد إلي حياة أفضل ..
ومع كل التقدير والإحترام لما بذله يبذله الرئيس عبد الفتاح السياسي منذ توليه المسئولية من مجهودات رائعة لتصحيح المسار حيث تم إعادة الأمن والأمان إلي ربوع مصر والتصدي بقوة ضد جحافل الشر والإرهاب التي أرادت تخريب مصر وتدميرها إلا أن وقفت الجيش المصري بالتعاون مع جهاز الشرطة تصدوا بكل شجاعة لهذه العمليات الإرهابية .. ودفع المصريون من دمائهم حيث سقط المئات من ابنائهم شهداء في هذه المعركة المصيرية.
ولا ينكر أحد المشروعات العملاقة التي أقيمت وتقام علي ارض المحروسة ..ولكن يا فخامة الرئيس الحياة اصبحت قاسية جدا علي الغلبية العظمة من الابناء علي ابناء وطنك الذين هم نور عيونك كما تقول سيادتك دايما .. هم الأن يصرخون .. يتألمون .. يميتون كمدا من شدة وقسوة ارتفاع الأسعار التي تلاحقهم بإستمرار فإصبحت الاسعار المرتفعة جدا ليس فقط في الأغذية والملابس ولكنها تلاحقهم في وسائل الإنتقال والكهرباء والغاز والمياه والأدوية والتعليم .. من أين يأت المواطن البسيط بنفقات لمجابهة كل هذه الضغوط؟!..
يا فخامة الرئيس لقد إنتشرت أزمات القلب والموت فجأة بالسكتة القلبية بين الشباب قبل الكبار وهذا يرجع إلي الضغوط الحياتية التي لم يعد يتحملها اي انسان بعد أن نفذت خامة الصبر من الأسواق . وعندما رحلت الحكومة السابقة التي ألت قبل أن ترحل قامت بزيادة أسعار تذاكر المترو وزيادة اسعار الكهرباء وكانت أقوالهم أن هذا يصب في مصلحة المواطن المصري !!.. حمدنا الله أنها ” غارة في ستين داهية ” .. واستبشرنا خيرا بقدوم الحكومة الجديدة التي لم تضيع الوقت وقدمت عيدية العيد للمصريين في ثاني أيام العيد بزيادة أسعار المحروقات!! ..
والسؤال الذي يحير الجميع .. لماذا اختيار التوقيتات سواء للحكومة السابقة او للحكومة الحالية في المناسبات التي من المفترض أن تكون مناسبات سعيد علي الناس ؟! . يا فخامة الرئيس .. قبل بناء الحجر كان لابد من بناء البشر الذين هم في اشد الحاجة إلي اعادة بنائهم حتي تأخذ منهم كل ما تريد تحقيقه لنهضة مصر الحديثة .
يا فخامة الرئيس إذا أردت أن يبقي الشعب هم نور عيونك فعليك إصلاح مؤسسات كثيرة في الدولة أولها إصلاح منظومة الإعلام وثانيها إصلاح منظومة الحكم المحلي وتطبيق العدالة الإجتماعية علي أساس الكفاءة والخبرة والشفافية وطهارة اليد واللسان ..
يا فخامة الرئيس ..أقول هذا مخلصا فانا مواطن بسيط أحب بلده ووطنه بكل إخلاص مثل كل المصريين المخلصين الذين يتمنون لكم قيادة سفينة الوطن حتي تعبر بنا إلي شاطئ الأمان.
مباشر القليوبية