في تاريخ الامم أيام لا تنسي، منها حرب العاشر من رمضان عام (1393هـ) الموافق السادس من أكتوبر (1973م) كما تعرف في مصر أو حرب تشرين التحريرية كما تعرف في سوريا أو حرب يوم الغفران كما تعرف في إسرائيل.
لقد أنهت حرب العاشر من رمضان أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، ومن ثم سيظل هذا اليوم العظيم مصدر مجد وفخر يحيط بقامة العسكرية المصرية على مر التاريخ، ويظل وساما على صدر كل مصرى، ونتضرع الى الله أن يكون شفيعا للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم الزكية لله تعالى، من أجل أن تعيش أمتنا تنعم بالعزة والكرامة.
اذا كنا بفضل من الله استطعنا ان نحقق الانتصار في حرب العاشر من رمضان فيرجع ذلك الى وحدة الهدف والاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة وقبول شعبنا المصرى العظيم لحجم التحديات التى واجهته في هذا التوقيت العصيب من تاريخ الدولة المصرية، فارتقي عن الصغائر وتحمل كل مواطن المسئولية حفاظا على الارض والعرض وتحمل الشعب ظروف اقتصادية قاسية وصعبه ارتفعت فيها الاسعار وتنازل خلالها المواطن عن الكثير من حقوقه املا في تحقيق النصر واسترداد الارض والانطلاق نحو البناء والتنمية والاكثر من ذلك تضحيات ابطال القوات المسلحة بارواحهم ودمائهم الزكية.
ما اشبه الليلة بالبارحة ونحن نعيش في ظروف ومتغيرات دولية واقليمية أكثر صعوبة واشد قسوة وحجم التحديات الداخلية والخارجية كبير وهذا يجعلنا جميعا امام خيارين لا ثالث لهم اما ان نتنازل عن الحفاظ على مؤسسات الدولة واستكمال مراحل البناء والتنمية والعودة الى الفوضى التى يريدها لنا أعداء الوطن وفى هذه الحالة توجه موارد الدولة الى المواطنين للماكل والمشرب والترفيه في ظل توقف حتمى لكافة المشروعات بالاضافة الى تخفيض حجم تسليح القوات المسلحة وهنا يستشعر المواطنون ببعض الرخاء الذى يتحقق لفترة لا تتجاوز من سنه الى اربع سنوات وبعدها لن تكون هناك دولة حقيقية كما يتمناها المصريون.
والخيار الثانى والاهم الذى يدرك قيمته كثير من المصريين هو ان نتحمل موجه ارتفاع الاسعار نظرا لاعادة توجيه الدعم الى مستحقيه واستكمال مشروعات البنية التحتية وبناء جيش مصرى قوى قادر على التعامل مع كافة المتغيرات والصراعات الاقليمية والدولية ومواجهة الارهاب الاسود.
ان تكلفة حربنا ضد الإرهاب بكل أشكاله والعمل على استئصاله ونجاحنا فى محاصرته، لاستعادة الاستقرار والأمن فى بلد بحجم مصر يزيد عدد سكانه على 104 مليون نسمة، لم تثنينا يوماً عن التعامل الجاد وغير المسبوق مع الأزمة المزمنة فى الاقتصاد.
وفى النهاية استطيع ان أؤكد ان الشعب المصرى قادر على مواجهة كل التحديات مستلهما انتصاره فى حرب العاشر من رمضان لان ارادة الشعب المصرى سوف تنتصر على موجه ارتفاع الاسعار حتى نمر من هذه المرحلة الخطيرة من عمر هذا الوطن
مباشر القليوبية