الاهالى يخشون التصفية فى حالة مساعدتهم للشرطة وسلاح الإرهابيين إسرائيلى
نعيش مع جيراننا المسلمين بمحبة وتركنا العريش مع تزايد العمليات
تحقيق – مدحت منير:
ما عاشوه ورأته أعينهم أشبه بالكوابيس أو أفلام الرعب إنهم أقباط العريش الذين إستهدفتهم الجماعات التكفيرية مؤخرا وكانوا على حافة الموت فإضطروا لهجر منازلهم وأعمالهم والهروب إلى عدة محافظات ومع بعض الاسر القبطية التى هاجرت لمحافظة القليوبية كان لنا هذه اللقاءات :
– يقول “م .ا” المقيم حاليا بإحدى مدن القليوبية ويعمل بالتربية والتعليم وزوجته موظفة بالعريش ولديه إبنة طالبة بإحدى المعاهد العليا وإبنين بالمرحلة الثانوية “منذ عام 82 وأنا اعمل بمنطقة بالجبل إسمها الحسنة حتى عام 90 حيث إنتقلت للعمل داخل العريش نفسها وتزوجت وإستقرت زوجتى معى بالعريش وسارت الحياة هادئة حتى ثورة 25 يناير 2011 وكنا نسكن فى حى العبور ولاحظنا يومى 28 و29 يناير قدوم اكثر من 25 او 30 سيارة محملين بأفراد ملثمين يحملون الأعلام السوداء وأسلحة وكانوا يهتفون “لا إله إلا الله محمد رسول الله” ودخلوا مدينة العريش من الخلف وليس من ناحية المساعيد فشعرنا بالقلق منذ ذاك الوقت لان الاعداد لم تكن قليلة وبعد فترة قصيرة جاءت سيارات مماثلة ومنذ ذلك الوقت بدأ القلق يتزايد حيث بدأوا ينتشرون على نواصى الشوارع وكان ذلك يتزامن مع عدم وجود قوى للجيش عل الحدود وكانت الشرطة قد إنسحبت وظل هذا الأمر مستمر حوالى عام حتى عادت الشرطة والجيش فخف الأمر ومع حكم الإخوان هدأت الامور تماما ولم تكن هناك تفجيرات لانابيب الغاز لكن عقب ثورة30 يونية وعزل مرسى إشتعلت الأحداث من جديد وظهور هؤلاء المسلحين الملثمين وفى عام 2015 بدأوا يقوموا بعمليات ضد المسيحيين وتزامن مع هذا إنتقالنا من شقتنا لشقة اخرى ثم نزل الجيش والشرطة بقوة وسيطروا على البلد بشكل كبير وكانت حالات التفجير بالعبوات الناسفة قليلة وعلى الحدود وبراميل بها ديناميت عند كمائن الجيش والشرطة وكانت لهم مخابئ يختبئون بها بالجبل ويخرجون ليلا ولو حاول أحد من الأهالى إبلاغ الشرطة يتم تصفيته حتى أن بعض شيوخ القبائل تم تصفيتهم لأن الإرهابيين لهم جواسيس لا يعرفهم أحد وفى أوائل عام 2016 ترك الجيش الكمائن الموجودة داخل العريش وتحرك لحدودها وترك كمائنه للشرطة التى لم تستطع مواجهة الإرهابيين الذين كانوا يضعون عبوات ناسفة تحت الطريق لتفجير المدرعات وفى أوائل عام 2017 بداوا يستهدفون المسيحيين فقتلوا ضحيتين ثم أعلنوا عن طريق المنشورات والإنترنت أن هناك 40 شخصا أخرين مستهدفين من المسيحيين ثم بعد أن قتلوا أشخاصا أخرين أعلنوا أن المستهدفين 80 شخصا ثم زادوا العدد ل90 شخص فبدأ المسيحيين منذ ذاك الوقت فى الهروب وبالمناسبة قبل ذلك قتل العديد من المسلمين لم يذكر عنهم الإعلام شيئا وقد قتلهم الإرهابيين بحجة أنهم تعاونوا مع الجيش والشرطة وابلغوا عن المجرمين لكن تم التركيز مؤخرا على المسيحيين ليقولوا للعالم أن مصر ليست أمنة وأن المسلمين يقتلون المسيحيين بينما الإرهاببين يقتلون كلاهما وفى يوم 30 / 1 / 2017 كانت اول حالة قتل لشخص مسيحى يدعى “وائل” وبعدها يوم 8 / 2 / 2017 قتلوا صيدلى فى أجزاخانته وبدات الحالات تتوالى حتى أنه خلال شهرين قتل 9 مسيحيين ثم كانت حادثة السيدة التى إقتحموا عليها البيت وقتلوا زوجا وإبنها وحرقوا البيت فسافرنا لأننا تأكدنا أننا غير أمنين فى بيتنا ثم أن المساحات الواسعة بالعريش تساعدهم على الهرب بسرعة فينزلون من الجبل يعملون العملية ويستطيعون الهرب بسهولة قبل وصول الشرطة لكن الشرطة والمسيحيين والمسلمين مستهدفين وزاد الأمر بعد تطهير جبل الحلال ومداهمة الجيش له وهم يختبئون ايضا تحت الأرض فى مخابئ تحت غيطان الزيتون ثم أن هناك إشكالية أخرى تواجه الجيش وهى إختباء الإرهابيين وسط الاهالى لذا يصعب إستخدام الاسلحة الثقيلة والإرهابيين يقتلون من أهالى البلد مثل المسيحيين واكثر والسلاح الذى يضبط معهم إسرائيلى الصنع وقد إضطررنا لهجر منازلنا مؤخرا ونزلنا أولا عند والدة زوجتى ثم إنتقلنا لمكاننا الحالى وفور إبلاغنا للشئون الإجتماعية تم الإتصال بنا حيث تقابلنا مع اللواء محمود عشماوى محافظ القليوبية ووكيل وزارة التضامن بالقليوبية وتم ندب زوجتى للعمل هنا أما أنا فلم اوافق لى النقل حتى لا أتضررماديا وأرجو فقط نقل بطاقة تموينى للمكان الذى اقيم به حاليا بالقليوبية
أما “س .ح” الموظف بالمحليات بالعريش ولديه 3 أبناء بمراحل تعليمية مختلفة ويقيم حاليا بإحدى مدن القليوبية فيقول “أعمل بالعريش منذ عام 1996 ولدى هناك شقتين وقد تربى أولادى الثلاثة وتعلموا هناك وكنت الحياة هادئة فى المدينة الجميلة حتى ال5 سنوات الاخيرة حيث بدأنا نلاحظ ظهور أشخاص مجهولى الهوية يقومون بأعمال إرهابية وتفجيرات ويهربون ولم يتمكن أحد من تحديد هويتهم لأنهم كانوا ملثمين وزادت العمليات بعد ثورة 30 يونية لكنها كانت موجهة للجيش والشرطة وكانوا أيضا يقومون كل 6 شهور أو كل سنة بقتل شخص مسيحى سواء كاهن أو شخص عادى ولكن بدءا من شهر يناير الماضى فوجئنا بعدة جرائم قتل ضد المسيحيين فى نفس الشهر ثم فى اول أسبوعين من فبراير الماضى كانوا قد قتلوا حوالى 7 أشخاص وكانوا يقتلونهم بشكل علنى فأحد الضحايا قتل فى صيدليته وأخر قتل فى السوق وسط الناس فبدأ المسيحيون جميعا يهجرون مساكنهم وأعمالهم ويسافرون ومع أواخر فبراير كان الجميع قد سافروا والمشكلة أن الإرهابيين يظهرون فجأة ويختفون فجأة لذا فمهما فعل الجيش والشرطة لايستطيعون السيطرة على زمام الأمور وهم انفسهم مستهدفين لذا فالشرطة هناك لا ترتدى زيها الرسمى وقد لاحظنا فى الفترة الأخيرة أن الإرهابيين صاروا اكثر جرأة فاصبحوا ينزلون بوجوههم مكشوفة ويرتكبون جرائمهم بشكل علنى أيضا حتى أنهم قتلوا بقال يدعى “وائل ” فى محله ثم اخذوا “كانزات ” من ثلاجة المحل وشربوها ثم عبروا الطريق وعادوا لسيارتهم وإنصرفوا بأعصاب هادئة وأود التفريق بين الإرهابيين والمسلمين العاديين فجيراننا المسلمين يتعاملون معنا بمنتهى المحبة ويشاركوننا مناسباتنا ونشاركهم مناسباتهم
وعقب حضورنا لم يقصر اللواء محمود عشماوى محافظ القليوبية معنا ولا باقى المسئولين بل قاموا فورا بنقل أولادنا بالمراحل التعليمية المختلفة “مدارس وجامعات ” وعرضوا علينا سكن لكننا فضلنا الإقامة عند أخى وبالنسبة للعمل عرضوا علينا أنا وزوجتى العمل لكننا فضلنا الإحتفاظ بوظائفنا فى العريش خاصة أننا حصلنا على إجازة شهر لحين هدوء الامور لكن لو لم تهدأ الأمور سنقوم بعمل نقل أو إنتداب
مباشر القليوبية