** نعم الدستور الجديد فتح المجال أمام كل راغب وقادر على خوض سباق المنافسة على منصب رئيس الجمهورية ، لكن علينا أن ندرك أن هذا المنصب الرفيع ليس فرصة عمل شاغرة، كي يخرج علينا كل من هب ودب ليعلن ترشحه أمام عدسات المصورين وعلى الفضائيات دون أن يكون لديهم الحد الأدنى من المقومات التى تؤهلهم للترشح.. وهؤلاء الدراويش أو هواة الشو الإعلامى يقللون من قيمة وقدرة المنصب الرفيع مع احترامنا لهم جميعا، وتساعدهم للأسف بعض المواقع والفضائيات بإجراء حوارات معهم أمام باب الهيئة الوطنية للانتخابات حتى لو كانت على سبيل “الدعابة” .. فها هو عجوز في التسعين من عمره يعلن نفسه مرشحا للشباب، وآخر يعد بمنح سيارة ومليون جنيه لكل مواطن، وميكانيكى يطرح برنامجا للنهضة الصناعية … و… و… وأشياء أخرى كثيرة تثير السخرية أكثر من الضحك.. لأن بعض هؤلاء للأسف ربما لا يعرفهم أحد خارج نطاق الشارع الذي يسكنون فيه، بل لايمتلكون أي خبرة أو رصيد في المجال السياسي أو العمل العام.
** ياسادة نحن بحاجة إلى عدد قليل من الرؤساء أو الراغبين في الترشح لهذا المنصب الرفيع كما يحدث في كل الدول الكبرى بالعالم حيث تجرى المنافسة بين اثنين أو ثلاثة على الأكثر من المؤهلين .. لكننا بحاجة إلى أعداد كبيرة من العلماء والمفكرين والزعماء السياسيين الحقيقيين بالأحزاب بعد ثورتين مجيدتين وتضحيات الشهداء من أبطال الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب الأسود فضلا عن تحديات غير مسبوقة في تاريخ الوطن… فإذا كان الدستور قد أتاح لأي مواطن تنطبق عليه الشروط أن يترشح لمنصب الرئيس فهذه هي الديمقراطية، ومن صالح مصر أن يتقدم من يرى في نفسه الكفاءة لقيادة الدولة، والشعب في النهاية هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في اختيار رئيسه .. لكن ما يحدث من “الدراويش” أمر غير مقبول وتسليط الضوء عليهم من الإعلام خطيئة..
** لقد كان ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة بمثابة استدعاء جديد من الشعب وقبل الرجل المهمة في هذا الظرف التاريخ لقيادة سفينة الوطن والعبور بها لبر الأمان بعد النجاحات التى تحققت على مدار السنوات الأربع الماضية بدءا من محاربة الإرهاب ونهاية بالمشروعات القومية العملاقة بسائر المحافظات .. في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية.. لتبدأ مصر نهضة غير مسبوقة نحو بناء الدولة الحديث رغم أن التحدي أكبر من اي تصور وربما كانت القرارات الاصعب التى اتخذها الرئيس السيسي في 2017 من اجل الاصلاح الاقتصادي هي الاخطر والأهم في تاريخ الحديث ولم يكن يجرؤ أي مسئول على تحملها لولا ثقته في هذا الشعب بقدرته على تحمل الصعاب لتعبر مصر من فقرها باعتباره أكبر تحدٍ يواجه استقرار الأمن والتطور المنشود، لتحقيق حلم مشروع استعادة الدولة الحديثة.. وهنا تأتى أهمية كلمة الرئيس السيسي عند إعلان ترشحه لفترة جديدة حينما قال بالنص والحرف “المصريين عليهم أن يختاروا ما يشاءون وأنه لا يقبل أن يجبر المصريون على أحد بعينه”
** انتظروا مزيدا من الشائعات والأكاذيب على المواقع الإخوانية كلما اقترب موعد انتخابات الرئاسة.
مباشر القليوبية