** المفترض أن تتكامل الهيئات والمصالح الحكومية لسرعة الانجاز.. لا ان تتصارع فيما بينها وكأنها تعمل في جزر منعزلة .. لكن للأسف الواقع على الارض في كثير من المحافظات يؤكد تعثر كثير من المشروعات الخدمية بسبب تداخل الاختصاصات والنزاع بين الهيئات الحكومية وبعضها البعض وهو أمر غير مقبول على الاطلاق ونحن على اعتاب مرحلة جديدة نتطلع فيها إلى ثورة تكنولوجية بجد للتخلص من آفة الروتين والبيروقراطية ، إذ كيف يمكن لمشروع حكومي أن يتعثر بسبب نزاع الجهات الحكومية وبعضها البعض.. والأمثلة كثيرة وصارخة، فلك أن تتخيل أن مشروع كوبري العابد بطوخ لعبور المشاة على الطريق الزراعي السريع يتوقف أكثر من مرة بسبب خلاف بين الهيئة العامة للطرق والكباري وبين هيئة السكة الحديد وكلاهما من المفترض أن يتبع وزارة واحدة هي النقل..
لكن ماذا نفعل أمام روتين أعمى وبيروقراطية تعشش في كثير من الدواوين والمصالح، ناهيك عن شيوع المسئولية بين كثير من الوزارات، وعلى أشياء تافهة وبسيطة للغاية وربما لا يستغرق حسمها سوى دقائق وليس ساعات.
** وفي الاسكندرية وعلى مدار 30 عاما .. هناك نزاع بين وزارات التنمية المحلية والسياحة والنقل حول الجهة المنوط بها صيانة جراج القطار الملكي بحي المنتزه بالاسكندرية والذي كان يستخدمه الملك فاروق في رحلاته وتنقلاته ما بين القاهرة والاسكندرية..
** أهالي الاسكندرية وبعض المهتمين بالأمر تقدموا بطلبات إلى المحافظة وكافة المسئولين لحماية هذا الأثر المهم تاريخيا وصيانته باعتباره شاهدا على تاريخ مرحلة مهمة من عمر الوطن.. لكن كالعادة ردت المحافظة بأن هذا الجراج الملكي لا يتبعها وفق صحيح الأوراق لأنه منطقة أثرية في الأساس وبالتالي ليست صاحبة الولاية عليه.. وبسؤال وزارة السياحة هي الأخرى ردت بأن هذا الجراج يتبع هيئة السكك الحديدية ولا علاقه لها به..
وأمام الاثنين لم يختلف رد السكة الحديد كثيرا بل ألقت بالكرة في ملعب السياحة والمحليات مؤكدة انهما الجهتان المسئولتان عن صيانة هذا المكان.. والنتيجة في الاخر هو الاهمال واللامبالاة بسبب شيوع المسئولية بين كافة الاطراف المعنية لعدم حسم تلك المسألة البسيطة.. والنتيجية الطبيعية كانت تحول الجراج الاثري الهام إلى مأوى لاطفال الشوارع والخارجين على القانون. وهنا يثور السؤال الأهم .. هل الجهات الثلاث سعيدة بما وصل إليه المكان وهل الأمر صعب قوي لدرجة اننا اصبحنا غير قادرين على تحديد تبعية هذا المكان التاريخي الهام وبالتالي تحديد المسئولية بدلا من هذا الروتين الأعمى وإلقاء كل جهة بالمسئولية على الأخرى.
مباشر القليوبية