كتب: إسلام عبدالعليم
آلاف قصص “الزواج العرفي” بين الشباب والفتيات، والتي تنتهي غالبا بأزمات وربما كوارث، أبسطها عدم حصول الفتاة على حقوقها، بالإضافة إلى المآسي والتبعات والجرح الغائر في القلب، خاصة بعد أن تتخلى عن أعز ما تملك، لتعود بعد ذلك في نهاية الطريق نادمة تجر أذيال الخيبة.
“قال لي اشتريني فاشتريته بعقد زواج عرفي.. ياريت اللي جرى ما كان” هكذا بدأت “صافى. ع” تروي قصتها لقاضى المحكمة، حيث أقامت دعوى بمحكمة الأسرة ببنها تطلب فيها الطلاق من زوجها “م. م”.
وقالت بمرارة ” تعرفت عليه منذ 3 سنوات، وكنت حينها بالفرقة الثالثة في الجامعة وهو يكبرني بـ 10 سنوات لذلك شعرت تجاهه بمساندة الأب الذي فقدته في ذلك العام، وتعلقت به كثيرا حتى أصبح لي كل شيء”.
وتابعت صافي: “أوهمني أنه يمر بضائقة مالية لفترة غير معلومة بسبب خسائر تعرض لها في عمله خلال السنوات الأخيرة، ولذا فلابد أن اتحمل معه فترة من الزمن وأقنعني بأنني يجب أن لا أفرط فيه لأنه يتنفسني عشقا ولا يستطيع الاستغناء عني”.
وبينما الدموع تترقرق بعينيها أضافت: “طلب مني أن نتزوج بعقد عرفي (سري) مؤقتا إلى أن يدبر حاله ويقف على قدميه في عمله من جديد لكي يتوجني ويأخذني إلى بيت الزوجية أميرة أمام أهلي وصديقاتي فرفضت بادئ الأمر، ولكن بعد ذلك وافقته، وفعلت”.
استطردت صافي: “مرت الشهور والسنوات ولم يحدث جديد ولم يتقدم لأهلي كما وعدني بل وأصبح غير مكترث بي، والتحقت بعمل خاص خلال تلك الفترة وبدأت أشعر أن حياتي تضيع أمام عيني وهو يتهرب من الزواج مرة تلو الأخرى، حتى جاءت اللحظة الحاسمة في حياتي وقررت الانفصال عنه وأبلغته بذلك حتى استكمل حياتي مع شخص يستحقني لأنني كأي فتاة أريد أسرة وحياة طبيعية فرفض، وهددني بالفضيحة”.
وبصوت مختنق استكملت: “هددني بإقامة دعوى ضدي في حال زواجي من غيره، وأنني أصبحت ملكا له فقط بهذا العقد طيلة العمر، فاعترفت لوالدتي بكل شيء وانهالت عليً بأفظع وسائل العقاب كمثل أي أم في حالتها ولكنها سريعا ما تفهمت الموقف وظلت تبحث عن حلول قانونية لتخلصني من تهديداته المستمرة وملاحقته لي”.
وبنظرة يبدو عليها الندم والحسرة اختتمت: “المحامي نصحنا بإقامة دعوى طلاق لأنها الحل الوحيد، فإذا أقر بزواجه مني يمكنني الطلاق منه أو الخلع، وإذا أنكر الزواج بيننا فهذا إقرار منه أمام المحكمة، وبعد ذلك لن يستطيع تهديدي أبد الدهر”.
مباشر القليوبية