عزيزي المواطن.. إذا ساقك القدر مرة واضطررت آسفاً – أو للدقة مأسوفاً عليك- إلى الذهاب للمستشفى الجامعي بمدينة بنها، فاستعد وتجهز لتعيش مغامرة أشبه بمغامرات لعبة السوبر ماريو في أجهزة الفيديو الجيم القديمة “الأتاري”.
دعني في البداية أزف إليك خبراً سعيداً، قسم الاستقبال في المستشفى تم تجديده وتجهيزه وافتتاحه خلال شهر يوليو الماضي، عزيزي المواطن ؟..أين ذهبت ؟ ..انتظر ولا تطلق العنان لخيالك، ولا تنسى أنك تعيش في مصر، فالقسم تم تجديد كل عناصره بالفعل، رخام الأرضيات، أسرة المرضى، أجهزة ومعدات، ولكن العنصر البشري وهو الأهم في هذه المنظومة غائب، أو غير مؤهل، أو غير كاف.
قسم الاستقبال ينقسم إلى غرفتين كبيرتين، كل غرفة تحوي 14 سريراً، وارد جداً أن يحضر للمستشفى 14 مريضاً في نفس الوقت، وبالتالي فهم يحتاجون على الأقل لـ7 أطباء حتى يتمكنوا من الكشف ومتابعة كل هذه الحالات، لكن المفاجأة أنك لن تجد سوى طبيبن فقط، وهنا تبدأ لعبة الفيديو جيم التي ذكرتها في مقدمة المقال، الطبيب هو “سوبر ماريو” والمرضى والمرافقين هم ” الغربان والبط”، الطبيب يجري والكل يجري خلفه، فهذا مريض حرارته مرتفعة، وهذه سيدة حامل، وهؤلاء أطفال يعانون من دور برد شديد، والكل في النهاية يحتاج إلى طبيب يوقع الكشف عليه ويطمئن ذويه.
وللحق أقول أنني أشفق على الأطباء الذين يعملون بأقسام الاستقبال، فكيف لطبيب أن يتابع كل هذه الحالات، ويتحدث مع كل هؤلاء البشر، وما هي نسبة الخطأ الوارد أن يقع فيها بسبب قلة تركيزه، ناهيك عن عدد المشاجرات التي تحدث يومياً والتي تصل في أحيان كثيرة إلى حد الاعتداء على الأطباء.
يا سيادة وزير الصحة، يا سيادة وزير التعليم العالي، يا سيادة رئيس جامعة بنها، يا سيادة عميد كلية الطب بجامعة بنها، يا سيادة مدير المستشفى الجامعي، حياة مواطني القليوبية تستحق منكم جهداً أكبر، تستحق أن يعاد النظر في المنظومة الصحية كلها، الفقراء يموتون مرضاً، يموتون إهمالاً، بسبب لامبالاتكم، كفوا عن حلولكم العقيمة، وارحموهم وارحموناااا.
مباشر القليوبية