كتاب الموقعمقالات

عبدالناصر شمس يكتب الأستاذة.. شكرا..!!

المدارس بصفة عامة تفتقد روح الكاريزما الأخلاقية التى كانت السمة السائدة فى عصر ما قبل التسعينيات .. آلاف الأسر تقف لأغلب الادارات على الواحدة .. وتثور بشدة عندما تجد من يشد أو يوبخ أحد أبنائها .. وأصبح الجميع يتعامل مع الادارة وهيئة التدريس بمبدأ الند للند ، وتفرغ البعض للاصطياد في الماء العكر وأصبح كل طرف يتشبث برأيه دون النظر لأي عاقبة سوف تحدث مستقبلا، لكن الغالبية تنظر تحت قدميها لا تبالي بعواقب الأمور التي تترتب علي أي مشكلة كبرت أم صغرت، المهم أنا ثم أنا ثم أنا وأنا صاحب حق ، لكن عندما تقف بين طرفين وتقول كلمة حق لابد أنك سوف تخسر أحدهما ، لأن الحقيقة دائما وأبدا تغضب الأخرين. فى ظنى المتواضع أن ما حدث فى مدرسة طحانوب الثانوية المشتركة بخصوص الواقعة التي أخذت حجما أكبر من حجمها وتطورت لمحاضر بين طرفين ، قد ألقت بحجر في مياه راكدة ، فيجب أن يعلم الجميع ودون أن يغضب أحد فكما قلت سابقا ، أن الحقيقة بتوجع ، فالطالب طالب له حقوق وعليه واجبات ونحن متفقين علي ذلك، ونفس الشيء بالنسبة للمدرس الذي هو بمثابة الأب قبل كل شيء ، ولكن لا يجب أن نضع الاثنان في كفة واحدة ومن يري غير ذلك فهو كمن يقارن بين الأب وابنه.. المدرس ثم المدرس ثم المدرس ..! ولن أعدد مساوىء هذه الأجيال بصفة عامة..!!؟ هذه الواقعة يبدو أنها سوف تكون درسا للجميع، قد يسترد المدرس هيبته المفقودة قبل حقوقه الضائعة والملاليم التي يتقاضاها ، « ولا أتكلم هنا عن حيتان الدروس الخصوصية».. كما أن الطالب يحتاج من يفهمه ويحتضنه ويشد من أزره ويطبطب عليه حتي ولوكان طالبا مستفزا..فهذا واجب المدرس وحق أصيل للطالب .. الذي يجب أن نصل إلى أعماقه المغموسة بسن المراهقة هذه السن التي من الصعب أن نجد مدرس في هذا الزمان يغوص لتلك الأعماق وحل أي مشاكل قد تقابل الطالب.. لا من يتعامل معها بالورقة والقلم، والمحاضر والقضايا .. نحن أسرة واحدة، كيانها العتيد أن نقف بجوار بعضنا البعض فى أصعب الظروف لأنه أصبح جزء من حياتنا اليومية .. ويبدو أن مديرة المدرسة التي تدير الدفة من مدرسة طحانوب الثانوية قد جلست على الكرسى الذى كان يناديها منذ سنوات، الكرسى الذى جلس عليه المربي الفاضل صاحب البنيان القوى والنظرات الحادة والشخصية القوية، ألاوهو الراحل عبدالحميد منصور.. هذا الكرسى الذي لا يرضى بغير الأقوياء بديلا. ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه بعد ٢٥ عاما عندما كانت تلك السيدة في الصف الأول الثانوي العام ١٩٨٧ وبعد قرابة العقود الثلاث أبت ألا تترك هذا الكرسي الذي جلس عليه رجل لن يجود الزمان بمثله.. هذه السيدة التي تحدثت وأفاضت فى الحديث عن هذه المشكلة وتطوراتها وتوابعها ، أجدنى أمام مديرة مدرسة من الطراز الرفيع تعلم متي تتحدث ومتي تنصت.. ويبدو أنها تسطر لعهود نسائية جديدة لقيادة الدفة التي يصعب علي الكثير من أقرانها من الرجال أن ينظروا ولو باتجاه الكرسي التي تجلس عليه.. أرادت هذه السيدة أن تحمي من يعمل تحت قيادتها مع عدم المساس بحرية أي طالب ، أرادت أن تعطي درسا في كيفية الحصول علي الحقوق ، أرادت حماية الجميع من السقوط في مثل هذه المواقف التي لا يعلم عقباها الا الله .. الأستاذة الفاضلة مدير مدرسة طحانوب الثانوية المشتركة لكي مني ومن أبنائك الطلبة كل تقدير واحترام.. شكرا.. ولا أنسي الدور الكبير للأب الروحي المستشار الفاضل حافظ الكرداسي وللسيد المحترم المهذب عبدالعزيز الكومي رئيس الوحدة المحلية بقرية طحانوب والمربي الفاضل المؤدب الخلوق الاستاذ محمد سند مدير المدرسة علي سعة صدرهم وتدخلهم لحل تلك الأزمة العابرة..

مباشر القليوبية

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى