يعاني المجتمع المصري من موروثات خاطئة.. وعلي سبيل المثال لا الحصر.. المغالاة في المهور والشبكة و(العفش) والشقة ذات المساحة الكبيرة مما أصبح مرهقا للأسرة من الطرفين.. ومعظم الأسر تستدين لكي يكون شكلها ومنظرها أمام الناس حلو وجميل والحقيقة دي اسمها (فشخرة كدابة) وجعلت نسبة العنوسة في المجتمع كبيرة مما أثرت سلبا علي تصرفات الشباب من الجنسين.
ومثال اخر.. نظرة المجتمع لطلاب التعليم الفني (الصنايع والتجارة والزراعة) نطرة متدنية وتصر كثير من الأسر علي استكمال أبنائهم الدراسة في التعليم العام والإلتحاق بالجامعة مع أن مستواهم لا يؤهلهم لذلك بحجة أن شهادة الدبلوم دون المستوي خاصة إذا تقدم ابنهم للزواج.. أو الإلتحاق بوظيفة وتكون النتيجة خريجو جامعات غير مؤهلين للعمل ولهذا زادت نسبة البطالة.. مع أن التعليم الفني في الدول الأوروبية له الأولوية والعناية به لأن سوق العمل يحتاج لهؤلاء الخريجين من المدارس الفنية مما جعلهم يتقدمون.. والإصرار من الأسرة علي تعليم أبنائهم في مدارس التعليم العام بالرغم من ضعف مستواهم العلمي وإعطائهم الدروس الخصوصية وإنفاق الأموال والإستدانة أو حتي لو توفرت الأموال.. كل هذا من قبيل (الفشخرة الكدابة).
يجب أن تتغير نظرة المجتمع لخريجي التعليم الفني وأن يكون للدولة دور مؤثر في هذا الاتجاه بتدعيم التعليم الفني ودعم خريجين وإعداد برامج تنويرية وثقافية من خلال وسائل الاعلام لتغيير المفاهيم الخاطئة في المجتمع.
والأمر في الفشخرة الكدابة لا يتوقف فقط علي المواطنين.. بل نجده أيضا في الإنفاق الحكومي الغير مبرر.. نجده في وجود أكثر من سيارة يستخدمها المسئول في المناصب العليا تصل أحيانا إلي وجود 5 سيارات تحت تصرفه لشخصه وأسرته.. ناهيك عن الانفاق في حفلات المراسم ومكاتب المسئولين الفخمة جدا.. وغيرها الكثير..
هذه بعض النماذج وتوجد أنواع أخري من الفشخرة الكدابة والمنظرة في المجتمع ودواوين الحكومة ومكاتب المسئولين.
نحتاج إلي تضافر كافة الجهود من أجهزة حكومية وإعلام ومجتمع مدني لتغير هذه السلوكيات والمفاهيم والموروثات الخاطئة إذا كنا نريد اللحاق بركب الحضارة.
مباشر القليوبية