مشاركة المجتمع المدني المتمثل في الجمعيات الأهلية والأندية ودور العبادة والأحزاب ورجال الأعمال في دول العالم تفوق بكثير ما يقدمه المجتمع المدني في بلادنا ويساهم في تنمية بلاده بصورة كبيرة..
وبدون شك أن نسبة المشاركة الجتمعية في مصر زاردت ..لكن بنسبة بسيطة لا تحقق الأماني الممكنة .. وتحتاج الي جهد كبير حتي تحقق الضغط على الحكومة المثقلة بأعباء كثيرة.
وما يستفزني بكل أمانة هو ذلك الرقم الكبير من الجمعيات الأهلية في مصر الذي وصل حتى الي اكثر من 50ألف جمعية أهلية ومؤسسة خيرية والاستفزاز يأتي من عدم فاعلية هذا العدد الكبير في لعب دور ايجابي في المجتمع وتبني القضايا المجتمعية التي تحتاج الي جهودهم كالزيادة السكانية المطردة والتعدي على الأراضي الزراعية وتفشى السلوكيات السيئة في المجتمع وانتشار العنف في البيوت والشوارع وكذلك الوباء الذي أصاب الشباب واللهجة الشرسة عليهم بترويج المخدرات بشكل كبير.. بالاضافة الي جرائم التحرش بالنساء وغيرها من الظواهر السلبية التي اصابت المجتمع المصري بشكل مخيف.
القضية ليست ان تقدم الجمعية الأهلية وجبه غذائية او قطعة ملابس أو مساعدة مالية..
نعم هذا اشياء جيدة ولكن نحن نحتاج من هذه الجمعيات الأهلية المنتشرة في كل حي وقرية تبني القضايا الحياتية التي يعاني منها المواطن بصفة عامة ..الكل يشكو من تفشى ظاهرة البلطجة في الشارع والتفاؤل والسلوكيات السيئة ولا يتصدى أحد لهؤلاء ويلقون بالعبء على أجهزة الأمن ..نعم الأمن عليه دور لاعادة الانضباط للشارع ولكن لابد من حملات التوعية والمساهمة الفعالة من المجتمع ككل لمواجهة هذه الظواهر للأسف الشديد عندما تتعرض أنثي في الشارع للتحرش.. أو يتعرض أحد المواطنين للاهانة من أحد البلطجية لا نجد باقي المارة في الشارع التدخل لانقاذ الأنثي أو المواطن من براثن أعداء المجتمع..
لو ان هذه الجمعيات الأهلية كثفت جهودها في نشر التوعية وتبني مثل هذه القضايا وتعود النخوة التي افتقدها الكثيرون لأصبح الشارع أكثر أمانا ..كما لابد ان تتبنى أيضا هذه الجمعيات وبطبيعة الحال بالتعاون مع الأجهزة المحلية في التصدي لمشكلة القمامة التي أًبحت عنوان صارخا لشوارعنا وبلدنا .. الحقيقة أن معظم الجمعيات الأهلية مجرد ديكور ويجب اعادة النظر في ضرورة تفعيلها وان يكون لها دور ايجابي وليس اقامتها للمنظرة.
مباشر القليوبية
