اسمه بالكامل عَوَّاضُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقِ الْطَّهْلَمُوسِى، ولد بالمغرب الأقصى أواخر القرن الثامن الهجرى، وينتهى نسبه الشريف إلى الحسن بن على بن أبى طالب، ويعتبر الشيخ عواض من الرحالة القادمين من المغرب العربى الذين جاءوا إلى مصر لطلب العلم، حيث تعتبر مصر محطة من محطات طالب العلم، الذين يذهبون إلى علماء الحجاز فى المدينة المنورة ومكة، ليعودوا بعدها للاستقرار فى مصر. سيدى عواض كان من أبرز الرحالة لطلب العلم على طريق أبوالحسن الشاذلى فى رحلته للتعمق فى أمور الفقه على يد علماء هذا العصر، وبدأ عواض طريقه فى رحلة العلم بحفظ القرآن الكريم وهو صغير السن، والتحق بالمدرسة العظمى التى أنشأها السلطان أبوسعيد المرينى، وتخرج فى جامعة القرويين بفاس، وفى الرحلة المقدسة لتأدية فريضة الحج مر بمصر، ومكث عامين فى الإسكندرية. وهناك فى الإسكندرية وجد عواض شغف وحب المصريين لأهل العلم والتقرب من آل البيت من أبناء أهل عباءة وهو المصطلح الذى أطلقه رسول الله حين ضم بعباءته نجلته السيدة فاطمة وزوجها الإمام على ونجليهما الحسن والحسين، وحرص عواض على التزود من علوم الدين من علماء الإسكندرية وكان يمضى ليلة الجمعة فى ضريح سيدى المرسى أبى العباس، وظل هناك يتعلم من علماء التصوف الإسلامى ويعتكف لقراءة الأوراد والأذكار لتزكية النفس ثم رحل إلى الحجاز. وفى الحجاز عمل عواض على التقرب من علماء الحجاز لتعرف على أصول الدين ومكث هناك عشر سنوات، وحصل على إجازات من أكثر من عالم ليعود بعدها إلى القاهرة. فى عهد السلطان الأشرف برسباى، الذى اتصف عهده بالجهاد ضد الصليبيين وتتلمذ على يد شيوخ الطريقة الشاذلية لمدة 3 سنوات، فى القاهرة والإسكندرية، حتى وصل إلى منزلة كبيرة يحضر إليه من المشرق والمغرب طلاب العلم للتعرف على أسرار الطريقة، وكيفية الانخراط فى تعاليمها والاندماج وسط مريديها. جاء الشيخ عواض إلى قليوب فى النصف الثانى من القرن التاسع الهجرى، بطلب من شيخ الشواربية بعد وفاة الشيخ أحمد القليوبى إمام المسجد الجامع بقليوب، وتولى عواض إمامة المسجد خلفاً عنه، ويقال إنه كان خطيبًا مفوهًا، كما تولى القضاء بها من قبل السلطان قايتباى حتى توفى عام 878هـ، وأقام له شيخ قبيلة الشواربية ضريحًا فى الغرفة التى كان يسكنها. ترك عواض بعد مماته تراثا كبيرا يحفظه مريدو الشاذلية، وكذلك مريدو عدد من الطرق الصوفية، ومحبو علوم آل البيت، ومن أشهر كتبه كتاب «حزب جلب الأرزاق ودفع المشاق»، والكتاب عبارة عن مجموعة من الآيات القرآنية والأدعية، يطلق عليها أحزاب أو أوراد، ويعد هذا الكتاب من أهم الكتب التى توزع حتى وقتنا هذا على محبى الشيخ ومريدى الطرق الصوفية فى مولده فى النصف الثانى من شهر ذى القعدة، وبالتحديد، بحسب زواره، فى يوم العشرين من ذى القعدة. جاء فى مقدمه الكتاب «أن من حفظه وتلاه عند الضيق فلا تمضى عليه سنة واحدة إلا ويصير غنياً عن معاشرة أهل عصره إما بولاية ربانية وإما بدنياً يتعين بها ع الآخرة، وإن كل من تلاه وهو بين أقوام لا يعرفونه فلا يتم قراءته إلا وكل من فى ذلك المكان يحبه». فى نهاية الكتاب تحدث الشيخ عواض عن «اللغة السريانية» وشرحها بالحروف العربية وحركتها. قائلاً إنها لغة أهل الجنة ولغة أولياء الله الصالحين ولغة سيدنا آدم «عليه السلام» التى تعلمها من الملائكة، وأن لا أحد يستطيع تحضير الجن إلا عن طريق هذه اللغة. ورغم انتماء الشيخ فى علومه وفكره للطريقة الشاذلية، إلا أن الطريقة الرفاعية تعد من أهم الموالد التى يحضرونها لقراءة أوراده، ووضعه ضمن خريطة الاحتفالات التى يحرصون على إحيائها، واهتموا بمسجده وتطويره، وهو الأمر الذى أدى إلى حفظ تراثه ومقامه، وفى مولده تنشر السرادقات فى مدينة قليوب من الطريق العام وحتى مسجد الظاهر بيبرس، يحتفل فى تلك السرادقات عشرات الآلاف من زواره ومريدى الصوفية بقراءة أوراده وأوراد شيوخهم.
مباشر القليوبية