يالله.. ما كل هذه الكراهية وتلك القسوة الذى يحملها هؤلاء الإرهابيين الجبناء، تجاه حماة الوطن ..الحقيقة أن الإرهاب بالتأكيد لن ينتهى فى القريب العاجل، أو بين عشية وضحاها، فلماذا لا نتعامل مع قضية مكافحة الإرهاب معاملة المشروع القومى الذى يبنى على خطة خمسية أو حتى عشرية مثلا أى لا تبدأ نتائجها فى الظهور إلا بعد عشر سنوات. ثم نضع أليات علمية سليمة لإجتثاث جذور الإرهاب من المنبع.
من الصعب جدا أن تقنع إرهابى شاب بأفكار التسامح والبناء بعكس ما غرس بداخله من البداية، لكن من السهل جدا أن تغرس داخل طفل صغير نفس هذه الأفكار وتمنع قنابل التطرف من الوصول إلى عقله الصغير، وتلك هى المعركة الحقيقية التى ينبغى أن تخوضها الدولة عن طريق المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، إيمانا منا بأن الإرهاب ما هو إلا معركة فكرية وثقافية بالأساس قبل أن تكون معركة بالمدافع والرشاشات والأحزمة الناسفة..طيب ماهى نقطة الإنطلاق فى هذا المشروع القومى –إن صح التعبير- ؟
أقول لسيادتك.
نمتلك ثروة قومية مهدرة إسمها مراكز الشباب.. التى تحول الكثير منها إلى خرابات بكل معنى الكلمة.. وقد تفائلت فى بداية عهد الوزير المثقف خالد عبد العزيز وزير الشباب عندما أعلن فى بداية 2015 بدء تنفيذ خطة شاملة لتطوير هذه المراكز والأندية الفقيرة فى مختلف المحافظات، لكن للأسف كعادة أشياء كثيرة فى مصر تعمل بمبدأ (الحلو مايكملش) وان كمل« ماتحلمش» فقد توقفت أعمال التطوير التى بدأت بالفعل فى مراكز شباب كثيرة وتحولت إلى ( بيت وقف) بعد أن أوقفت شركات المقاولات أعمالها لعدم صرف فروق أسعار المواد الخام بعد تعويم الجنيه أو لعدم صرف باقى مستحقاتها من الأساس.. ومنها علي سبيل المثال مركز شباب طحانوب محل ميلادى المجيد، مع العلم أنه لا توجد في مركز الشباب سوي لعبة الكاراتيه ، بعد أن كان هذا المركز محط أنظار كل قرى مركز شبين القناطر أثناء اقامة دورات كرة القدم وغيرها.. فإما أن نهتم به الاهتمام الصحيح أو يتم اغلاقه ونرجع زي زمان ونلعب .. استغماية أو عنكب شد واركب..!!
للأسف كلها مشاكل لابد أن يلتفت إليها الوزير ويتخذ خطوات جدية فى سبيل تحويل هذه المراكز لحوائط صد قوية فى مواجهة التطرف الذى ينخر فى عقول الشباب .
لابد أن نقول أيضا أن القضية أخطر بكثير من ملعب ترتان يتم إنشائه على إعتبار أنه فتح مبين فى مركز شباب نائ هنا أو هناك.. المهمة أثقل من ذلك، لابد أن يكون هناك وعى وخطة مدروسة فى عقل الوزير لكيفية ربط الشباب الناشئ بأنشطة رياضية وثقافية مفيدة وجاذبة داخل مركز الشباب تخطفه من براثن التطرف.. كما انه لابد أن ينتقل هذا الوعى إلى عقل كل أصغر موظف فى أصغر مركز شباب، ليفهم ان دوره أهم من كشف حضور وإنصراف روتينى ومرتب أخر الشهر، وضعته له وزراة الشباب والرياضة ليصرفه بالفيزا من أى مكان دون أن يكلف نفسه حتى بأن يطل على مركز الشباب الذى يعمل على قوته.. أو حتي الضحك ع الدقون بعمل مسابقات وهمية من خلال أبناء« الحتة» آو المنطقة والذهاب بهم للإدارة أو المديرية وصرف بدل انتقال عبارة عن بضع جنيهات ، فكل هذا ليس خافيا على أحد ..لكن يجب أن نحكم ضمائرنا حتي نتغلب علي أعدائنا
الوضع خطير ياسيادة الوزير، والملف الذى تمتلكه داخل حقيبتك، لمواجهة الإرهاب والتطرف، أهم بكثير جدا من ملفات وزير الداخلية.. لأن وزير الداخلية يتعامل مع مشكلة قائمة بالفعل.. لكن سيادتك تستطيع أن تمنع المشكلة من أساسها.. من خلال النشىء.
مباشر القليوبية