«فوضى مرورية، بلطجة، سرقات بالإكراه، زحام، صخب، أطفال بلا رخص قيادة».. كل ذلك فى مركبات التوك توك بالقليوبية التى انتشرت بشكل كبير فى معظم مدن المحافظة من شبرا الخيمة حتى كفر شكر، باستثناء مدينة بنها، بحكم أنها العاصمة، وبالرغم من قرار فتح باب الترخيص له بإدارات المرور فإن الغالبية العظمى لم ترخص ولم يتقدم أصحاب المركبات لترخيصها ويستغلها البعض فى ارتكاب جرائم، والبعض الآخر أصبح التوك توك مصدر رزق لأسرهم، فيما تحول فى بعض المجتمعات إلى وسيلة لفتح باب رزق للشباب بدلاً من الجلوس على المقاهى أو الاتجار فى الممنوعات.
الأهالى من جانبهم انقسموا بين مؤيد ومعارض لإلغاء التوك توك، بعضهم يرى أن التوك توك مثله مثل الدراجة البخارية بل هو من الناحية العملية آمن فى الركوب وتوصيل المواطنين، وبعض الشباب أصبح مصدر رزقهم، وبدونه سيتشردون فى الشوارع.
يرى آخرون أن التوك توك تحول إلى وسيلة لارتكاب الجرائم فى بعض المناطق لسهولة سيره فى بعض المناطق الوعرة لأن من يقودونه لا يحملون رخص قيادة أو حتى بطاقة تحقيق شخصية، هنا فى القليوبية يعيش سائقو التوك توك كابوساً حقيقياً نتيجة المطاردات المستمرة من أجهزة المرور والبحث الجنائى والأجهزة التنفيذية بسبب التراخيص والزحام والمواقف العشوائية، ولم تفلح كل الجهود رغم فتح باب الترخيص فى حل الأزمة نتيجة العزوف عن ترخيصه من أصحابه بحجة تعقيد الأمر وعدم استيفاء الشروط المطلوبة وأهمها وجود رخصة قيادة دراجة بخارية لدى الراغب فى الترخيص وهو أمر لا يوجد عند كثيرين ممن يعملون على هذه المركبات بسبب أن عدداً كبيراً منهم سنه أقل من السن المسموح فيها باستخراج رخصة القيادة ناهيك عن مشاكل إثبات ملكية هذه المركبات والأوراق اللازمة لهذا الأمر لتظل المطاردات مستمرة. وتتحول هذه الوسيلة للمواصلات إلى عبء على الشارع حيث زادت من إعاقة الحركة المرورية وتسببت فى إزعاج المواطنين.
سائقو التوك توك يعتبرون أن الهجوم عليهم افتراء لأنهم يعانون الأمرين فى عملهم سواء من مطاردات الأجهزة المختلفة أو النظرة لهم على أنهم مجرمون، مؤكدين أنهم حاولوا الالتزام بالقانون وترخيص مركباتهم ولكن لم يُجدِ الأمر. وأوضح حسين حلمى من شبرا الخيمة أن التوك توك وفر له فرصة عمل شريفة وأخرجه من طابور العاطلين مشيراً إلى أن ما يشاع عن وقوع جرائم أمر ظالم ففى كل مهنة بعض الخارجين على القانون ولا بد من محاسبتهم ووقوع أشد العقاب عليهم ولكن ما ذنب الباقين، هذه ليست عدالة.
أما المواطنون فكان لهم رأى آخر، حيث أكدوا ضرورة تقنين الأوضاع بالإضافة لوقف الجرائم التى ترتكب من خلال التوك توك مشيرين إلى أن التوك توك وسيلة مواصلات سهلة وخاصة فى القرى حيث ساهم فى حل مشكلة أهالى الريف فى التنقل وفى نفس الوقت بأسعار مناسبة ومع مرور الوقت بدأ ينتقل للمدن وبدأت تظهر مشاكله.
فى شبرا الخيمة، التى تعد أكبر مدن محافظة القليوبية من حيث تعداد السكان، أكثر من 2 مليون نسمة فى 32 منطقة عشوائية تشهد زحاماً شديداً، أكد المواطنون والأهالى أنه تحول إلى سرطان ناهيك عن الرعونة فى القيادة حيث إن أغلب السائقين من الصبية. وأشار عدد من السيدات والفتيات إلى أنهن يشعرن بالخوف والرعب كلما اقتربن من مركبات التوك توك أثناء سيرهن فى الشوارع بعد أن تعرضت سيدات كثيرات للسرقة بالإكراه واختطاف حقائبهن والاغتصاب مما زاد من خطورة هذه المركبة وأصبحت وسيلة خطيرة. من جانبه، أكد العميد محمد درويش، مدير الإدارة العامة لمرور القليوبية، أن «المحافظة كانت من أولى المحافظات التى اتخذت إجراءات لتقنين أوضاع هذه المركبة من خلال إصدار تراخيص محلية لها فى المرحلة الأولى ثم فتح باب الترخيص لها فى مرحلة لاحقة بإدارات المرور باعتبارها وسيلة مواصلات صغيرة مرخصة لحل أزمة المواصلات وحتى يتم محاسبة المخالفين منها ولكن فوجئنا عقب ذلك بأن إدارات المرور لم تستقبل سوى أعداد بسيطة جداً من الطلبات لذلك تم التنبيه بشن حملات مكثفة لضبط المركبات المخالفة وإلزام أصحابها بترخيص هذه المركبات مشيراً إلى أن الحملات مستمرة فى هذا الإجراء لترخيص مركبات التوك توك خلال الفترة المقبلة».
مباشر القليوبية