
كتب- مدحت منير
شهد مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية التابع لفرع ثقافة القليوبية العرض المسرحي “عائلة شكسبير” لفرقة الجيزة المسرحية، وذلك ضمن عروض اليوم الافتتاحي للدورة الثانية والثلاثين من المهرجان الختامي لنوادي المسرح، الذي يقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار برامج وزارة الثقافة، وتقدم العروض مجانا للجمهور.
العرض عن نص “شكسبير في السبتية” من تأليف أحمد الأباصيري، وإعداد وإخراج سامي سلامة، وتدور أحداثه حول شخصية رئيسية تتعرض لصدمة نفسية حادة تؤدي إلى فقدانها الإيمان بأي شيء دنيوي، باستثناء الفن، الذي يصبح ملاذا دائما للتنفيس عن مشاعرها وأفكارها.
وفي ظل هذا الانهيار النفسي، يرتبط البطل بشخصيات مسرحيات وليم شكسبير، متخيلا سيناريوهات جديدة أكثر مأساوية يعيشها معهم ليلا في عزلة تامة داخل بدروم أفكاره، بعيدا عن الواقع.
شهد العرض حضور نخبة من قيادات العمل الثقافي والمسرحي، من بينهم: الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، لاميس الشرنوبي رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، سمر الوزير مدير عام المسرح، أعضاء لجنة التحكيم: د. محمد زعيمة، الكاتب سعيد حجاج، المخرج سامح مجاهد، الموسيقار د. وليد الشهاوي، د. مصطفى حامد، بالإضافة إلى المخرج محمد طايع مدير المهرجان، والشاعر والناقد يسري حسان رئيس تحرير نشرة المهرجان، إلى جانب عدد من المسرحيين والنقاد والإعلاميين.
وفي حديثه عن الرؤية الإخراجية للعمل، أوضح المخرج سامي سلامة أن ما يميز هذا العرض عن سابقيه هو اختلاف المعالجة، مشيرا إلى أن النص، رغم تقديمه في مناسبات سابقة، تمت إعادة صياغته هنا بشكل مختلف، من خلال الحذف والإضافة، لينطلق من فكرة أساسية مفادها: “ماذا يحدث للإنسان عندما يتعرض لصدمة نفسية؟ وكيف يحاول الهروب منها؟ وهل يعد هذا الهروب صحيا؟ وما هو الحد الذي قد يبلغه الإنسان حين يسعى للهروب من واقعه؟”.
وأضاف سلامة أن العرض يطرح تساؤلات جوهرية حول محاولة تغيير مصائر شخصيات شكسبير التراجيدية، سائلا: “هل من الصواب أن نغير هذه النهايات؟ وهل يمكن فعلا تغيير القدر؟”، ليكتشف البطل في النهاية أن عليه تقبل ما كتب له، والرضا بما هو مقدر.
وأشار سلامة إلى أن العرض يستند فنيا إلى إعادة معالجة عدد من كلاسيكيات شكسبير مثل “هاملت”، و”روميو وجولييت”، و”أنطونيو وكليوباترا”، و”عطيل”، وغيرها من القصص التي اقترنت بالحب والنهايات التراجيدية، مع تقديم رؤية تمزج بين النص الكلاسيكي والأسلوب الحديث في الطرح والإخراج.
أما الفنان أحمد دبور، بطل العرض، فتحدث عن دوره موضحا: أنه يجسد شخصية “سيد”، الكاتب الذي يصاب بصدمة نفسية حادة بعد وفاة زوجته أثناء شهر العسل، مما يدفعه إلى الهروب من الواقع والتفاعل مع شخصيات شكسبير كما لو كانت حقيقية. وأضاف أن “سيد” يحاول من خلال مهنته ككاتب تغيير نهايات تلك الشخصيات المأساوية، لأنها تذكره بخسارته الشخصية، لكنه يكتشف تدريجيا أن كل ما يمر به هو نتاج للصدمة النفسية، وأن عليه مواجهة الواقع والتصالح مع قدره.
من جهتها، تحدثت الفنانة سارة عماد، بطلة العرض، عن دورها في شخصية “أمل”، حبيبة “سيد”، والتي تربطها به علاقة حب امتدت لأكثر من 16 عاما. وأكدت أن العمل شدها منذ البداية بسبب رسالته الإنسانية العميقة، إذ يمس قضايا نفسية ووجدانية يمر بها كثيرون، مثل الفقد والصراع الداخلي والتعافي، ويطرحها بصدق وبأسلوب يجعل الجمهور يشعر وكأن القصة تمثله شخصيا.
وضم فريق العمل الفني كوكبة من المبدعين، حيث صمم الاستعراضات أحمد برعي، الديكور الفنان عزوز، الإضاءة كمال الدين كمال، الملابس من تصميم تقي حكيم، والمكياج من تنفيذ إسراء مصطفى، وأعد الموسيقى نور الدين رمضان الشهاوي، مخرج منفذ نور الدين حسن يوسف، إلى جانب مساعدين الإخراج رمضان الشهاوي، وإسراء مصطفى.
أما طاقم التمثيل فضم: أحمد دبور، سارة عماد، عبده خالد، وعد الحكم، يوسف بولس، نور السعودي، طه تايسون، أميرة راشد، محمد زغلول، رضوى شريف، وسامي سلامة.
وتشهد فعاليات المهرجان غدا الجمعة على مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية في الخامسة مساء العرض المسرحي “اللحاد” لفرقة الجيزة، تأليف عبد الفتاح رواسي، وإخراج نهى أشرف، يليه العرض المسرحي “الدخاخنجي” لفرقة المركز الثقافي بالجيزة، عن نص “الدخان” لميخائيل رومان، وإخراج ماهينور طارق.
المهرجان يقام تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وينفذ من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، والإدارة العامة للمسرح.
ويشارك في المهرجان هذا العام 27 عرضا مسرحيا تقدم بواقع عرضين يوميا، ويصدر عنه نشرة يومية، ويعد المهرجان من أهم المنصات الثقافية لاكتشاف ورعاية المواهب المسرحية الشابة من مختلف المحافظات، حيث تتيح هيئة قصور الثقافة من خلاله مساحة حرة للإبداع والتجريب، تأكيدا على دورها في تحقيق العدالة الثقافية.