حدثني رجلا حكيما عن السعادة التى يبحث عنها الجميع فقال لى يُحكى أن امرأة كبيرة في السن كانت تعيش في مدينة بنها، وكانت أتعس شخصية على وجه الأرض، حتى أن كل سكان المدينة سئموا منها، لأنها كانت محبطًة على الدوام، ولا تتوقف عن الشكوى والانين، ولم يكن يمر يوما دون أن تراها في مزاج سيء.
وكلما تقدمت بها السن، ازداد كلامها سوءًا وسلبية… كان سكان المدينة يتجنبونها قدر الإمكان، فسوء حظّها أصبح معديا. ويستحيل أن يحافظ أي شخص على سعادته بالقرب منها. لقد كانت تنشر مشاعر الحزن والتعاسة لكل من حولها.
ولكن، في أحد الأيام وحينما بلغت العجوز من العمر سبعين سنة، حدث شيء غريب، وبدأت إشاعة عجيبة في الانتشار، المرأة العجوز سعيدة اليوم، إنها لا تتذمر من شيء، والابتسامة ترتسم على محياه، بل إن ملامح وجهها قد أشرقت وتغيرت، تجمع الناس عند منزل السيدة العجوز،
وبادرها أحدهم بالسؤال: ما الذي حدث لك؟ وهنا أجابت العجوز، لا شيء مهما…لقد قضيت من عمري 70 سنة أطارد السعادة بلا طائل ابحث عن اشياء اعتقد انها ستسعدنى فلم احصل على تلك الاشياء وظللت اعيش في تعاسة. ثم قررت بعدها أن أعيش من دونها، وأن أستمتع بحياتي وراضية بما املكه، لهذا السبب أنا سعيدة الآن.
الرضا بالمقسوم عبادة، بل هو إحساس يجمع بين الإعجاب والتقدير، والشعور بالشكر للحياة كلها. من السهل أن تمضي حياتك دون أن تدرك كم كان حظك حسنًا. وغالبًا لا يدرك الأشخاص الأشياء الجيدة في حياتهم ولا يقدرونها إلا بعد الإصابة بمرض خطير أو التعرض لمأساه.