تعدّ ظاهرة العنف المجتمعى من الظواهر الغريبة على مجتمعنا المصرى وثقافتنا التي تستند إلى الدين الإسلامي الوسطي وتقبل الآخر والقيم السمحة ، بعيدًا عن التعصب والعنف
وتعد أيضا هذه الظاهرة سلوكاً إيذائياً يقوم على إنكار الآخر من خلال إستعمال العنف اللفظي أوالجسدي والإعتداء على الآخرين والتطاول على القانون من أجل تحقيق أفعالاَ غير مشروعة
ولكن للأسف الشديد إنتشرت ظاهرة العنف المجتمعي في السنوات الأخيرة في مجتمعنا وأصبحت تؤرق الجميع و تهدد السلم الإجتماعي بدءً من الأسرة وانتهاءً بالمجتمع وينعكس ذلك سلبًا على جميع مقومات الدولة سواءً الإقتصادية أوالإجتماعية
فقد شاهدنا جميعا فى الأيام القليلة الماضية مجموعة من الجرائم البشعة التي إقشعرت لها الأبدان ، وأنتشر بعضها كهشيم النيران على شكل فزاعات انتقاميّة من قبل أفراد فى بعض ربوع الوطن
ولكن ثمة مجموعة من الأسباب تقف خلف هذا السلوك بحيث يكون أحدها أو اكثر هو المسبب لحدوثها والمؤشر على تكرارها في المجتمع , مثل ضعف الوازع الديني وضعف التربية من جانب الأسرة و ضعف ومنظومة القيم لدى بعض الأفراد وغياب لغة العقل والحكمة وكثرة مشاهد العنف والقتل والدمار التي يشاهدها الفرد في وسائل الإعلام ووسائل التواصل المختلفة
ولعنا نشارك ولو بكلمة بسيطة نتمنى فيها أن تسعى الدولة متمثلة فى الحكومة وأعضائها وجميع الأطراف ذات العلاقة فى بناء خطة استراتيجية وطنية واضحة المعالم لمراجعة نظامنا الاجتماعي وفق رؤية عصرية ودعم المناسب فيه وكشف مواطن الضعف ومعالجته وضمان تنفيذ مراحل وإجراءات هذه الخطة بتنسيق كامل ومتكامل
وكذلك تطوير التشريعات المتعلقة بالعقوبات بما يضمن العدالة والتسريع في إيقاع العقوبة على الجاني أو الجناة في قضايا العنف المجتمعي، وخاصة في القضايا ذات الطابع الإجرامى مثل جرائم القتل العمد وقضايا الشرف بكل عدالة وبلا استثناء لشخص أو فئة وإظهار العقوبة في وسائل الإعلام لتكون درسًا للغير وتأكيدًا على سيادة القانون وهيبة الدولة .
وفي الختام لا بد من التأكيد على أهمية المحافظة على الوطن وإستقراره وعنصر الأمن فيه ، ولا ندع الفرصة لعابث أن يمسّ أمننا الوطني . حفظ الله مصرنا الحبيبة وحفظ أبنائها من كل مكروه
0 163