كتب /مدحت منير
احتفلت كنيسة ماريوحنا الحبيب ببنها بالذكرى الـ”19 “ لنياحة راعيها ومؤسسها القمص بيشوي فؤاد، وقد أقامت الكنيسة قداس خاص لروحه الطاهرة، وذلك وسط حضور شعبي يعكس حالة خاصة من الارتباط بين الراعي الأمين الصالح ورعيته.
يُذكر أن هذا الراعي البار ولد في القاهرة يوم 20 / 6 /1935 باسم طلعت فؤاد، وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة عام 1965 ، ثم عمل بالتدريس.
كان من أشهر مدرسي اللغة الإنجليزية، وفِي عام 1970 بدأ التفكير في شراء قطعة أرض؛ لإقامة كنيسة تخدم منطقة بنها الجديدة فوقع الاختيار على قطعة أرض كانت قد بنيت على أنها مصنع للبلاط وكان السقف من خشب الاسبستوس المعلق على عروق خشب.
وقد قام فريق عمل متكامل لتجهيز المكان في مقدمته طلعت فؤاد مدرس اللغة الانجليزية “القمص بيشوي، فيما بعد” وشقيقه المهندس جمال فؤاد “القمص كيرلس ببورسعيد فيما بعد” وإدوارد صادق “القس شنودة صادق بطنطا فيما بعد”، وبعد انتهاء العمل أقام مثلث الرحمات الأنبا مكسيموس المطران أول قداس بها، ثم تمت رسامة طلعت فؤاد كاهنا عليها باسم “القس بيشوى” في 10 /9 /1971 وخدم الكاهن الجديد في تلك الكنيسة التي كانت مياه الأمطار تدخلها في الشتاء بسبب السقف الصاج ولم يتذمر حتى تم بناؤها.
وفي عام 1994 ، تمت ترقيته قمصا بيد الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا وتحولت الكنيسة على يديه إلى ملجأ للكثيرين ومن الأشياء التي كان رائدا فيها إقامته للقداسات اليومية في الأصوام وتـأسيس أول حضانة في كنائس بنها واهتمامه بالأطفال اهتماما بالغا لأنه كان يرى فيهم مستقبل الكنيسىة واهتمامه بالفقراء وعدم بخله عليهم وكان بابه مفتوحا لكل محتاج في بنهاوكل الإيبارشية.
ومن يطرق بابه من الأحباء المسلمين. وكذا اهتم بزواج البنات الفقيرات والبيوت المستورة التي لايعرفها سواه، أيضا لم ينسَ للحظة افتقاد الأرامل والأيتام، وكان يقضي يوم العيد في زيارتهم على اعتبار أن هذه هي الديانة الطاهرة التي تحدث عنها يعقوب الرسول “يع 3: 27” ، وكذا اهتم بالشباب وبإعداد الخدام وخدمة السجون وزيارة المساجين بشكل منتظم.
كان القمص بيشوي فؤاد مدرسة كهنوتية
وإنجيل معاش وأيقونة للرعاية وبذل الذات حتى آخر نفس لراحة الآخرين وبعد خدمة مباركة لمدة 31 عاما تنيح بسلام في 17 / 10/ 2002 وقد رثاه الناشط الحقوقي والكاتب الصحفي مجدي خليل بجريدة “وطني” في مقال مطول حمل عنوان “نياحة كاهن أمين القمص بيشوي فؤاد راعي كنيسة ماريوحنا ببنها “تعرض فيه لظروف بناء الكنيسة ومعاصرة راعيها لتلك الظروف العصيبة واكتوائه بنيران بعض الحاقدين لإيقاف البناء وتذرعه بالصبر والإيمان والصلاة، وهي ذات الصفات التي لازمته طوال خدمته المثمرة، والتي نلمس ثمارها يوميا في الكنيسة التي أسسها وتلاميذه من الكهنة والخدام الذين ارتوا من نبع محبته وأبوته
أبونا بيشوى ..يراعي المحتاجين :
يقول الكتاب المقدس عن إخوة الرب من
المحتاجين “كل ما تفعلوه بأحد إخوتى الأصاغر بي قد فعلتم “مت 40:25”في موضع آخر، يقول “الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم ” “يع 1:27” لمتمر هذه الآيات على هذا الراعي الأمين مرور الكرام، بل كانتا دعامتي خدمته لإخوة الرب من المحتاجين على أى مستوى فكان يهتم باحتياجاتهم على مدار السنة من مأكل وملبس وكل ألوان المعيشة وكان في زواج بنات هذه الأسر يشتري لهن الذهب وأفخرالملابس للجهاز مرددا “هما مش أقل من الناس”، وكان يطالب القادرين بسداد احتياجاتهم سواء من داخل بنها أو خارجها، بل كانت تصله شيكات تبرعات من أقباط المهجر الذين يعلمون بما يفعله لذا كانت الشيكات والتحويلات تصل باسمه شخصيا وليس بإسم مطرانية بنها وقويسنا ولا حتى بإسم كنيسة ماريوحنا الحبيب ببنها، وكان في عطائه لا يفرق بين المسيحيين وغير المسيحيين وكان هذا معروفا عنه فكان يأتي إليه الكثير من المسلمين فلم يكن يرد أيا منهم وكأنه كان راعيا للمسيحيين والمسلمين أيضا، بل كان يحتفظ معه بكيس خاص لإخوة الرب فكأنه يحمل صندوق متنقلا لتلبيةالاحتياجات الفورية بعيدا عن الشكل الرسمي ولجان الكنيسة التي قد تؤخر المساعدة أوتلغيها لسبب أو لآخر
أبونا بيشوى ..عاشق الأطفال
:كان أبونا بيشوي شيخا يحيا بقلب طفل بكل ما تحمله هذه العبارة من مشاعر أبوية تفيض حنانا وحبا فكان يحب الأطفال جدا ويحتفظ بالحلوى في مكتبه ليوزعها على الأطفال الصغار، وكان يوميا يذهب إلى دار الحضانة بالكنيسة ويقضي مع الأطفال فترة يعطيهم فيها حبه ويعطيهم الحلوى، وكان يقضي صباح العيد مع الأطفال في الكنيسة يعطيهم العيدية من النقود الجديدة التي كان يحضرها خصيصا لهم فيفرحون ويفرح معهم واضعا نصب عينيه قول السيد المسيح “دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات “مت 19 :14ما بصماته الخاصة جدا في خدمات المغتربين والمغتربات وخدمة الافتقاد وخدمة المذابح والقداسات وخدمة السجون وخدمة السجون وحل المشاكل الأسرية وإنقاذ عشرات البيوت التي كانت على وشك الانهيار فتحتاج كل منها إلى عشرات السطور والمقالات التي لاتتسع لها هذه العجالة لكن لا شك أننا سنتطرق لها في أي مناسبة نتحدث فيها عن كنيسة ماريوحنا الحبيب التي أصبح اسمها واسم المتنيح القمص بيشوي فؤاد بمثابة وجهين لعملة واحدة لا يذكر أحدهما إلا ويذكر الآخر تلقائيا .
ربنا يسامحهم:
في ذكراه الـ19 يروي لنا نجله المهندس ميشيل طلعت فؤاد “
” : “لا أذكر أنني كنت أرى والدي إلا نادرا فقد كان يخرج مبكرا جدامع أول خيوط أشعة الشمس قبل استيقاظنا للذهاب لمدارسنا ويعود ونحن نيام وكان هذا يعود لحرصه على افتقاد كل البيوت وحل كل المشاكل بأنواعها.
وفي صلوات الخدمات وأبرزها صلاة تبريك المنازل التي تقام عادة في كل البيوت أيام الصوم الكبير كان لا يقبل تبرعات للكنيسة إلا لمن يشعر أنه قادر على هذا أما الأسر المستورة و الفقيرة فقد كان هوالذي يتبرع لهم من جيبه الخاص عقب الصلاة.
ويضيف “