جعل الله الزواج سكناً وأنساً بين الزوجين فقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم : ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمه إن فى ذلك لآياتِ لقوم يتفكرون ” صدق الله العظيم ”
فالزواج هو الرباط المقدس والعهد الأبدي بين الزوجين إن إتفقا وترابطا معا لتخطيط حياتهما بالإستقرار والبعد عما يعكر صفوة حياتهما .
لكن ربما يكون الأمر أصعب مع الأهل الذين كثيراً ما يتدخلون فى الحياة الزوجية لإبنائهم وكما نعلم نحن نعيش على الأرض لا نعيش في الجنة ولا يوجد بيت إلا وتمر عليه رياح وعواصف المشاكل وزوبعة الخلافات
ولكن لابد وأن يكون لهذا الإختلافات حدودا وحلولا حتى تستقر الحياة وحتى ننجوا من عواصف الخراب والإنفصال
قرأت ذات مرة قصة صغيرة ومعبرة تعلمنا نحن البشر أهمية الحدود التى نضعها بيننا وبين الآخرين دون أن نفرط فى خصوصيتنا
قرأت عندما شعرت القنافذ بالبرد إلتصقوا ببعضهم ليشعروا بالدفء ولكنهم تأذوا بأشواك بعضهم البعض، فابتعدوا ً فشعروا بالبرد فظلوا يقتربون ويبتعدون حتى إستطاعوا ضبط المسافة بينهم التى تضمن لهم الدفء ودون أن تؤذيهم الأشواك هكذا تعاملت القنافد وتعلمت أنا منهم .
فكثيرا جدا عصفت رياح المشاكل والخلافات بملايين الأسروالبيوت فمنهم من تصدوا لها ومنهم من جعلت تلك العواصف منهم حطاما بسبب انتقال تلك المشكلات والخلافات خارج أسوار البيوت والمنازل
فقد يكون الخلاف والأمر بسيطا ولا يستحق أن يذكر وللأسف قد يصل الأمر فيه لا قدر الله إلى الطلاق والانفصال وقد تتسع الدائرة السوداء من تلك العواصف إلى حالات القتل بين الأزواج كما نسمع كل يوم .
الموضوع كبيرا ومهم جدا وخطير حتى أن أصبحت ملايين البيوت مهددة بلهيب تلك العواصف إن لم يتحكم الزوجين فى حياتهما دون أن يتدخل أحدا من الأهل أو الأصدقاء أو حتى الجيران
ومن خلال هذا المنبر منبر (مباشر القليوبية ) أدعوا علماء النفس والإجتماع وجميع المشايخ بدور العبادة والرهبان بكل الكنائس أن يبادروا بإطلاق دورات توعية للشباب من الجنسين لخطورة هذا الأمر وتكثيف دورات المقبلين على الزواج فمثل هذه الدورات قد تزيد من نسبة الوعي .
وأخيرا أطلق دعوتى إلى جميع الأباء والأمهات بعدم التدخل فى شئون أبنائهم الزوجية إلا بالإصلاح وأن يقتصر دورهم بوضع اللبنة الصالحة بين ألأبناء وحتي لا تكون حياتهم الزوجية والأسرية في مهب الريح ” اللهم بلغت اللهم فاشهد “