أصعب شيئا في الغربة أن تجد من يخفف عنك الآلام فالكل مشغول بهمومه ومسؤولياته
فكما يقال في الأمثال الغربة كربة ومن الصعب أن تجد في الغربة إنسانا تلمس فيه الوفاء والإخلاص لترمي إليه همومك وأوجاعك
وترى فيه كل معاني الإنسانية ومما يحمله من الصدق
أكتب هذه الكلمات التي قد تبدو بسيطة لكن في جوهرها مشاعر طيبة نابعة من القلب لإبن بلدتي
فعندما وطأت قدماي بلد الغربة إنتابني شعور الوحدة وأرهقني بسبب إبتعادي عن أرض الوطن وإبتعادي عن أصدقائي وأحبتي
فقد يغيب هذا الشعور فترة ويعود مرة أخرى . فلم يكن هذا حالي وحدي وإنما هو حال كل مغتربا عن وطنه وأهله واحبته . وأجمل ما يكون في الغربة أن تصادف أو تلتقي بأناسا صادقين ومخلصين .
أتذكر في يوما من أيام شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركة تلقيت إتصالا هاتفيا من أحد أبناء قريتي لم يكن لي به صلة أو معرفة سابقة سوي أنني زميلا لاخيه الأكبر . هاتفني إبن قريتي بعد أن عرف بتواجدي لكي يعزمني علي مائدة الإفطار برفقة أبناء القرية الأعزاء المتواجدين في الغربة . فهذه عادة إعتاد عليها كل عام في الشهر الكريم سواء في مسكنه في بلد الغربة أو بين أهله في القرية
فكم كنت سعيدا بهذا اللقاء الطيب والذي إجتمعنا فيه أبناء القرية الواحدة دون أن نشعر أننا خارج الوطن تسامرنا وتبادلنا الأحاديث والإطمئنان علي بعضنا البعض حتي أن إنتهي اللقاء الأول لي بإبناء قريتي والتي شعرت حينها أن شعور الوحدة سيراودني مرة أخري بدون تواجدهم
أحاديث كثيرة سنتكلم عنها لاحقا حتي سأتناولها في حلقات عن إبن قريتي
إنتظرونا وحتي نلتقي علي خير فالحديث له بقيه وفيه تشويق
0 90