أكثر من شهر تقريبا وتحديدا قبل إجراء عملية الإنتخابات البرلمانية في سباق مجلس النواب في مرحلته الثانية وأنا لم اكتب شيئاً من مقالاتي الإجتماعية التي إعتدت أن أكتبها لنفسي ولكم أحبتي وأصدقائي الأعزاء ومتابعيني الكرام علي هذا المنبر منبر مباشر القليوبية ولعل السبب في ذلك الأمر هو أنني كنت أتابع مثل الكثيرين غيري المشهد الإعلامي وما تعرضه بعض قنواتنا الإعلامية من الناحية الإجتماعية والإنسانية وهذه النوعية من البرامج احب مشاهدتها ومتابعتها بعيدا عن القضايا والمناورات السياسية
وما أثار فضولي وإعجابي وجعلني أكتب هذه الكلمة قصتين او قضيتين رغم إختلاف ظروفهما من وجهة نظري وكثيرون غيري ورغم اننا جميعا نعلم ان الشارع المصري ممتلئ بالكثير من القضايا والقصص الإنسانية والإجتماعية التي تحتاج تسليط الأضواء عليها من جانب الصحف والإعلام
فالمشهد الأول او القصة او القضية الأولي كانت هي قصة الست روحية فهذه الأم المسنة والتي يوجد لديها اربعة من الأبناء ثلاثة منهم لديهم إعاقة قد تكون زهنيه وقد تكون جسدية يعيشون بقليلا من المال والتي ساعدت به الدولة كمعاش لهؤلاء الأبناء لعدم قدرتهم على الكسب والعمل .
شاهدة سيدة عجوز في عامها الستون تعيش حياتها لرعاية ابنائها المعاقين وراضية بما قسمه الله لها ولم يسمع عنها احدا من قبل إلا بعدما ظهرت علي شاشات التلفزيون
فكل التحية والتقدير والاحترام لهذه السيدة العجوز ولكن يبقي السؤال الذي يطرحه الكثيرين هل تعاطف رجال الخير مع تلك المرأة العجوز ام ان كانت قصتها لمجرد مادة إعلامية وبعد ذلك الأمر كأن لم يكن . فالحق يقال هذه المرأة تحتاج المساعدة والوقوف بجانبها وأولادها
أما المشهد الثاني فكان لطفلا يبلغ من العمر إحدي عشر عاما إنتشرت قصته بسرعة الصاروخ علي صفحات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا وأنهالت عليه اللقاءات بالعديد من القنوات الإعلامية بعدما تحدث هذا الطفل بكل عفوية مع الصحفي والإعلامي المحترم الأستاذ / احمد سعد مقدم برنامج بإحدي القنوات الفضائية الخاصة والذي قام بالحديث مع الطفل وتصويره إعجاباً به ولإعتزازه لنفسه ورفضه أن يأخذ مقابل مادي من الإعلامي دون أن يبيع له حبات الليمون وبالفطرة تعاطفنا جميعا مع هذا المشهد ولكن بعد التحري والتدقيق عن حياة الطفل تبين إختلافا في روايته ونحن لسنا جهة تحقيق ولا نملك ذلك ولكننا بصدد قضية طفل يتعرض كل يوم للخطر مثل الكثير والكثير من الأطفال المتواجدة في الشوارع وإن كان هذا الطفل لديه من المقومات الأساسية التي تعينه علي مواجهة الحياة متمثلة في وجود جدته وأخاه الأكبر .
ورسالتي في هذه الكلمة إلي الأساتذه سواء كانوا صحفيين او إعلاميين ليس كل ما ينشر علي صفحات التواصل الإجتماعي حقيقة وليس بالضرورة كل ما نسمعه هو الحق فهناك الكثير والكثير من القضايا الإجتماعية والقصص الإنسانية التي تحتاج تسليط الضوء عليها . فمجال الصحافة والإعلام في المجتمعات إنما هو السبيل لإصلاح الواقع ولتسليط الضوء على من يستحق
اللهم بلغت اللهم فاشهد