حسنا فعلت مؤسسة حياة كريمة بإطلاق مبادرة تخصيص 150 مليون جنيه لسداد رسوم التصالح في مخالفات البناء لأهالينا البسطاء والأسر الأكثر احتياجا بالقرى على مستوى الجمهورية، وهي لا شك مبادرة تستحق الاحترام والتقدير لتعزيز الحماية الاجتماعية والتخفيف من وطأة تنفيذ اجراءات التصالح عن كاهل محدودي الدخل خاصة في قرى الصعيد على وجه التحديد وربما تصب مبادرة حزب مستقبل وطن في نفس البوتقة بعد أن أعلن الحزب خلال الساعات الماضية عن تحمله نفقات قيمة التصالح عن 1000 حالة في كل محافظة من حالات محدودي الدخل باجمالي 27 ألف حالة على مستوى الجمهورية انطلاقا من مسئولية الحزب تجاه حماية البسطاء، ويجرى حاليا حصر الحالات الاكثر احتياجا حتى تحقق مبادرة مستقبل وطن الهدف الأسمى منها.
ولا شك ان تلك المبادرتين حياة كريمة ومستقبل وطن تفتحان الباب على مصراعيه أمام كافة المؤسسات الخيرية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال القادرين للدخول لإطلاق مبادرات مماثلة في اطار تحملهم جميعا لمسئولياتهم الوطنية نحو دعم المواطن، خاصة بعد أن اتخذت الحكومة خلال الساعات الماضية عددا جديدا من القرارات للتيسير على المواطنين قدر المستطاع بخلاف حزمة القرارات الاخرى التي اتخذتها منذ ايام بدءا من خفض سعر المتر بالقرى والنجوع الى 50 جنيها ومرورا باختصار الاوراق والمستندات المطلوب تقديمها من المواطن للتصالح، ونهاية بالقرار الاخير بمد مهلة التصالح حتى نهاية اكتوبر مع وضع اشتراطات بنائية جديدة لتعود حركة البناء من جديد بسائر المحافظات، ولا شك ان هذه القرارات من شأنها ان تفتح الباب على مصراعيه لاستيعاب المواطنين، من أهالينا البسطاء بعد أن حاول مرتزقة ابليس المتاجرة بآلامهم ، ليس حبا فيهم أو حتى شفقة عليهم وإنما لتحقيق أغراضهم الدنيئة وأهدافهم الخبيثة ، فبدأوا بنشر دعاوى فوضوية تنادي بالتظاهر ضد الدولة ، لكنها كالعادة قوبلت بالرفض من جموع المصريين ليضربوا اروع المثل في الوطنية والانتماء ، لتتحطم دعوات الارهابيين على صخرة وعي المصريين.
نعم كانت هناك مشاكل وأخطاء من قبل المحليات عند تطبيق الاجراءات الخاصة بقانون التصالح وهو أمر لم تتجاهله أو تتغافله الحكومة حينما ظهرت تلك المشكلات على الأرض فخرجت بحزمة من التيسيرات والقرارات على عدة مراحل صحيح بعضها جاء متأخرا بعض الشئ لكنها في النهاية انحازت للبسطاء وفقا لتوجيهات الرئيس لتقطع الطريق على الخونة والعملاء جماعة الاخوان الارهابية التي حاولت وكالعادة الصيد في الماء العكر، بدعوة أنصارهم من الخلايا النائمة لبث فيديوهات مفبركة وأغلبها قديم في شوارع وحواري ضيقة ليلا والزعم بأنها تظاهرات ضد الدولة، بينما المواطن المصري البسيط لا يبالي بدعوات هؤلاء الأفاقين منذ أن أسقطهم الشعب في 30 يونيه لأنه يدرك جيدا حجم التحديات التي تواجه هذا البلد ويرى بأعينه ما تم انجازه من مشروعات على مدار 7 سنوات حقق فيها المصريون ما عجز عنه الآخرون.