ليلة القدر فيها أنزل الله تعالى القرآن وهي من أفضل الليالي ، وقد أخفاها الله سبحانه وتعالى في اليالي الوترية بالعشر الاواخر من رمضان ، وورد فيها أن الله تعالى يقدر ما يشاء من أمره أي يظهره في تلك الليلة بعد ما كتبه في الأزل، وقيل في سبب تسميتها ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها، وجعل الله تبارك وتعالى لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- العبادة فيها خير من ألف شهر ، فقالت الدكتورة سهير طلب، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، إن العلماء اختلفوا في المدة الزمنية الوافية لقيام ليلة القدر، هل يكون في الليلة كلّها، أم يكفي قيام بعضها.
ليلة القدر وأوضحت «طلب» في تصريح لـ«صدى البلد»، أنه قال بعض العلماء: إنه يقوم الليلة كاملة؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لما دخلت عليه العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله، وفي بعضها: «طوى فراشه» صلوات الله وسلامه عليه كناية عن اعتزال النساء، فقالوا لابد أن يصلي من العشاء إلى الفجر، يصلي ويذكر يكون في ذكر الله – تعالى – ولا يصدق عليه أنه قائم إلا إذا لم ينم، أما إذا نام فقد ضيّع، بقدر ما ينام من فضل القيام.
ليلة القدر وأضافت: وقال بعض العلماء: لا بأس أن ينام بعض الليل، مادام أنه قد قام أغلبه؛ لأن عائشة – رضي الله عنها – قالت: «ما قام ليلة حتى أصبح» صلوات الله وسلامه عليه، وهذا يقولون: يدل على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ما كان يحي الليلة كاملة، ومن هنا رخصوا من كونه إذا تعب أو كذا أن يستجم بالنوم.
ليلة القدر وتابعت: وذكر بعض العلماء: أنه لو نام اليسير، ثم قام فالأجر أعظم؛ لأنه في هذه الحالة يترك النوم ويرغب في العبادة، وهذا أصدق كما قال تعالى: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ» فيقولون: إنه إذا ذاق لذة النوم ثم صلى فهذا أبلغ اجتهادا من شخص يستمر في صلاته فإنه لا يصل إلى آخر الليل وهو منهك متعب.
اعمال ليلة القدر
اعمال ليلة القدر هناك أمور يُستحب القيام بها في ليلة القدر فهي ليلة مباركة، من لحقها ولم يُقيمها قد حرم نفسه من خير كثير وعظيم، فينبغي على العبد أن يُحيي ليلة القدر إيمانًا منه وطمعًا بأجرها العظيم من الله تعالى، ومن أدرك هذه الليلة فعليه بالمستحب من اعمال ليلة القدر ومنها:
1- الإعتكاف في ليلة القدر: ويُفضل أن يكون الإعتكاف في كامل العشر الأواخر من شهر رمضان، وسبب ذلك حتى يكون متأكدًا من إدراك ليلة القدر ولا ينشغل بميقاتها، فقد كان الرسول يعتكف في العشر الأواخر.
2- القيام في ليلة القدر: ويكون القيام بالتهجد والصلاة، فمن قامها مصدقًا بوعد الله بالثواب وطالبًا للأجر، غفر الله له ما تقدّم من الذنوب.
3- الدعاء في ليلة القدر: ومن الأدعية التي أمر الرسول صحابته فيها اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
4- قراءة القرآن في ليلة القدر: يستحَب الإكثار من قراءة القرآن، ومن كان قادرًا على ختم القرآن كاملًا أن يختمه في ليلة القدر، وله بذلك أجر عظيم.
5- الحفاظ على الصلوات المفروضة في ليلة القدر، خاصة المغرب والعشاء والفجر، وإيقاظ أهل البيت للصلاة.
6- الحرص فيها على السنَن الرواتب، والسُّنَن الأخرى، كترديد الأذان وراء المُؤذّن، والدعاء بعد الأذان، وكثرة ذكر الله تعالى فيها، والتعجيل في الفِطر، والزيادة في بِر الوالدَين.
7- الاستعداد لليلة القدر منذ الفجر، فبعد صلاة الفجر تحرص على أذكار الصباح كلها، ومن بينها احرص على قول:”لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” مئة مرة، لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كان له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك”، : “كانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي” حتى لا يدخل عليك الشيطان فيصرفك عن الطاعة.
8- الحرص على افطار صائمًا في ليلة القدر إما بدعوته، أو بإرسال إفطاره، أو بدفع مال لتفطيره، وأنت بهذا العمل تكون حصلت على أجر صيام شهر رمضان مرتين لو فطرت كل يوم منذ أن يدخل الشهر إلى آخره صائمًا، لما رواه زيد بن خالد الجهني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:”من فطر صائمًا كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء”.
9- عند غروب الشمس ادع أيضًا أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر.
10- تجهيز الصدقة لهذه الليلة من ليالي العشر، وليكن لك ادخار طوال السنة لتخريجه في هذه الليالي الفاضلة فلا تفوتك ليلة من ليالي الوتر إلا وتخرج صدقتها، وقد روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل”.
إحياء ليلة القدر
إحياء ليلة القدر وتكون من خلال مجموعة من الأعمال المستحبة السالف ذكرها، إلا أن هناك عدة نصائح تساعدك على إحياء ليلة القدر والفوز بفضائلها العظيمة وهي:
1. خذ قسطًا من الراحة بعد الظهر لتنشط ليلًا.
2. لا تأكل كثيرًا حتى تستطيع القيام والطاعة.
3. لا بد من العزم على التوبة عند إحياء هذه الليلة المباركة.
4. أَكْثِرْ من الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات.
5. أَقبل على الله عز وجل بكل جوارحك، حتى يصفو عقلك وقلبك من كل شيء سوى الله عز وجل.
6. ابتعد عن المشاحنة واعفُ عن كل مَن أخطأ في حقك.
7. ركِّز على “الكيفية”، فليس المهم أن تنهي 100 ركعة وقلبك ساهٍ لاهٍ.
8. الإخلاص في الدعاء والقيام أهم من عدد الركعات التي يكون قلبك فيها مشغولًا بغير الله.
9. احرص على الطهارة طوال هذه الليلة ما تيسر ذلك.
10. تيقن من إجابة دعائك فإن عدم اليقين باستجابة الدعاء قد يشكِّل حاجزًا.
11. كن على يقين من أن الله سيستجيب دعاءك ويتقبل منك.
12. الإلحاح والإصرار على الدعاء فإن الله عز وجل يحب العبد الُملِحٌّ بالدعاء.
13. استغفر الله عز وجل من كل ذنب ارتكبته واسأله أن يعفو عنك.
14. أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي وآله والترضي عن أصحابه.
15. أكثر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وردد: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
16. الإكثار من طلب العتق من النار.
17. الدعاء بتيسير الرزق الحلال وإصلاح الحال.
18. الدعاء بقول: ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين …
19. الدعاء للزوج أو الزوجة بصلاح الحال وراحة النفس والبال.
20. أكثرْ من الدعاء حال سجودك فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
21. أطلْ سجودك وتضرعك لربك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وظهورُكم ثقيلةٌ من أوزارِكم فخفِّفوها عنها بطولِ سجودِكم».
22. لا تُضيِّعْ أي فرصة واحذر من التقصير لحظة فإن الرحمات والنفحات الربانية مفتوحة في هذه الليلة.
23. اقرأ ما تيسر من القرآن.
24. إحياء ليلة القدر ممتد حتى مطلع الفجرِ، والملائكة في حال صعود وهبوط.
25. اشكر الله على أن وفقك لإحياء ليلة القدر وغيرك محروم من هذه النعمة.
26. لا تنسَ أن تتصدق في هذه الليلة بما تستطيع فالصدقة لها أجر عظيم.
فضل ليلة القدر
1- في ليلة القدر غفران للذنب لمن قامها محتسبًا الأجر عند الله عز وجل، فعن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: «مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه» رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760).
2- فضل ليلة القدر أنزل الله تعالى في ليلة القدر القرآن الكريم، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»
3- فضل ليلة القدر خصّ الله تعالى ليلة القدر بالبركة، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ».
4- تُكتب فيها الأعمار والأرزاق للعام القادم، قال تعالى: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ».
5- ميّز الله العبادة فيها دون باقي الليالي، قال تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ».
6- تتنزّل الملائكة في ليلة القدر لتحفّ المسلمين، وتملأ الأرض بالخير والرحمة والمغفرة، قال تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ».
7- فضل ليلة القدر ليلة القدر تكون خالية من الشّر، وتكثر فيها الطاعة والخير، فهي سلام من الأذى كلّه، قال تعالى: «سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ».