• أدي إنتشار وباء كورونا حول العالم إلي ظهور ألية جديدة لما يعرف بالقوة الناعمة لم تكن موجوده من قبل ألا وهي “دبلوماسية الكمامات والمستلزمات الطبية ” وربما يقودنا هذا الأمر إلي الإجابة علي سؤال بسيط تردد علي السنة الكثيرين من اهالينا … يعني إيه مصر ترسل مساعدات طبية لأمريكا ومن قبلها الصين وإيطاليا … وهل نحن أغنياء أكثر من هذه الدول الكبري و…… و…. و….. وأسئلة أخري ربما يخرج بعضها عن المنطقية ؟! إنما دعونا بعيدا عن حالة الجدل إياها ان نؤكد علي ان جائحة كورونا التي تفشت علي مستوي العالم أكدت أهمية ما فعلته مصر في مواجهة هذا الوباء علي المستويين العالمي والمحلي عبر دور إنساني كبير في دعم هذه الدبلوماسية الجديدة وقد تجلي دور مصر الإنساني في وقت أدارت فيه دولا كبري ظهرها لحلفائها بينما وقف البعض الاخر موقف المتفرج أمام جيران أفترسهم المرض فهاهي مصر الكبيرة كانت في طليعة المشهد بالتوجه إلي الصين عبر قافلة تحمل شحنة من المساعدات والمستلزمات الطبية ومن بعدها إلي إيطاليا في رسالة تضامن من الشعب المصري إلي الدولتين في مواجهة هذه الظروف الصعبة ليسجل التاريخ الإنساني في هذه الازمة العالمية ان مصر كانت واحدة من تلك الدول التي سخرت إمكاناتها بالمساعدة في علاج وشفاء العديد من حالات الإصابة بكورونا داخل أكثر دول أوروبا تضررا
• ياساده بدلا من الهري علي السوشيال ميديا في أشياء لاتسمن ولاتغني من جوع علينا ان ندرك ان القوي الناعمه تعني ان يكون للدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ماتجسده من أفكار ومبادئ واخلاق والإلتزام بدعم مجالات حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن وهو مايؤدي بالاخرين إلي إحترام هذه النوعية من الدول علي أسلوبها وطريقتها وما فعلته مصر في جائحة كورونا بتقديم المستلزمات الطبية التي تعتبر الاكثر إحتياجا خلال تلك الفترة للدول التي تفشي فيها المرض بشكل غير مسبوق لمساعدتها علي تجاوز الأزمة الصحية أمر سيظل مثار إعجاب الكثيرين علي مستوي العالم في وقت إمتنعت فيه بعض الدول الاوروبية عن مساعدة شقيقاتها في الإتحاد الاوروبي هذا بخلاف الإتصالات السياسية بين القيادة المصرية ونظيراتها بهذه الدول لتأكيد الوقوف إلي جوارهم في هذه المحنه وتلك هي أدبيات الدبلوماسية المصرية العريقة ولم يتوقف دور مصر علي المستوي العالمي فحسب بل كان دورها أعمق علي المستوي المحلي خاصة فيما يتعلق برعاية كافة المتواجدين علي الأراضي المصرية وعددهم لايقل عن 5 ملايين وافد قدمت لهم كل سبل الدعم والرعاية هذا إلي جانب السياح الاجانب الذين إصيبوا بالفيروس دون تفرقة وهنا تكمن عظمة مصر التي أصبحت وستظل أكثر أماكن العالم أمانا فها هو صحفي أمريكي يوثق لحظة علاجه من كورونا في مصر داخل الحجر الصحي وهاهي السائحة السويدية في مستشفي العزل بالعجمي تشيد بالروح الإنسانية خلال فترة علاجها والتي تجلت في أبهي صورها حينما توجه إليها الفريق الطبي بالكامل داخل المستشفي لتقديم التهنئة لها بشفائها من المرض وسط زغاريد طاقم التمريض وتلك هي روح مصر والمصريين التي ربما لاتجدها في اي مكان أخر في العالم لتوجه بعدها السائحة السويدية الشكر للطاقم الطبي الذي ودعها بالغناء والزغاريد تعبيرا عن سعادتهم بشفائها ونفس الحال حدث مع سياح أخرين رفضوا مغادرة البلاد لحين إستقرار الاوضاع في بلادههم وفضلوا البقاء هنا نعم انها مصر الكبيرة أم الدنيا
• السؤال الذي يفرض نفسه الأن هل يمكن ان تقتنص مصر الفرصة في عالم مابعد كورونا ؟! لاسيما وان كل التوقعات تشيرإلي ان العالم مقبل علي أزمة إقتصادية طاحنه والمتوقع ان تولد من رحم كورونا فرصا لبعض الدول للنمو ومنها علي وجه التحديد الدول التي نجحت في تهيئة نفسها ومناخها لجذب الإستثمارات واعتقد ان مصر سبقت غيرها بخطوات واسعة في الإصلاحات الإقتصادية والتي كان لها أكبر الأثر في زيادة قدرة الدولة علي مواجهة تعديات فيروس كورونا
• نعم نحن نعلم ان العالم يمر الأن بمايسمي بمرحلة الكأبة الإقتصادية نتيجة الكساد والركود في عمليات البيع والشراء فضلا عن إنهيار قطاعات بالكامل مثل الطيران والسياحة وهو الأمر الذي أدي إلي إنخفاض معدلات النمو في إقتصاديات كبري الدول لدرجة وصلت إلي حد إنهيار الإتحاد الاوروبي نفسه نتيجة تفاقم أزمة الديون وهنا تأتي الفرصة الذهبية لجذب المزيد من الشركات والإستثمارات في ظل إقتصاد مابعد كورونا لاسيما في ظل رغبة بعض الدولة في التخارج من الصين والبحث عن أسواق بديلة لضخ إستثماراتها والتوجه لمجموعة دول أخري كالهند وبنجلادش وفيتنام ويمكن ان تدخل مصر في المنافسة لتكون سوقا بديلة بجانب الصين لجذب وإستقطاب مجموعة من الشركات العالمية الكبري إلي أراضيها وهو أمر من شانه ان يعطي ثقلا كبيرا للسوق المصرية لتنجح مصر بسواعدها وخبراتها وقدراتها ان تحول المحنه إلي منحه
0 344