مناسبات

سحرسعيد تكتب” ضوءاحمر” بعنوان لا عذر للعنف ضدالمراة

 

تتكاثر حالات تعنيف المرأة من ضمن حالات العنف الأسري، وتبدأ التساؤلات حول حقيقة بقاء المرأة مع زوجها وعدم الانفصال عنه أو تعتيمها على مسألة تعنيفه لها. إذ يغيب عن الناس أن المرأة المعنّفة تسعى إلى تقديم الأعذار لتصرفات زوجها العنيفة معها، أو تقع في فخّ الأعذار التي يقولها لها.
لكن الحقيقة أن هذه الأعذار غير مقبولة وغير صحية وتدل إلى وضعٍ خطير يجب معالجته. من هنا، عليها الكفّ عن تقديم أو تصديق هذه الأعذار الواهية:

1- تعرّض للأذى من زوجته أو حبيبته السابقة، وتعنيفه لي هو ردّ فعل:
يقول الزوج هذا العذر الخطير لامرأته، فيما الحقيقة هي أن المعنِّفين يلومون الجميع إلا أنفسهم. فالرجل الذي يعنّف زوجته يتكلّم بطريقة بشعة عن حبيبته السابقة، ويضع نفسه في موقع الضحية، كما يذكر موقع Psychology Today. يدفعه هذا الأمر إلى أن يعطي العذر نفسه مهما فعل من تصرفاتٍ جارحة: خيانة، عنف، غيرة، سيطرة على حياة زوجته الاجتماعية… وهي تصدّق أن تعنيفه لها هو نتيجة علاقته السابقة، بما أنه يجيبها دائماً: “ماذا تتوقعين مني أن أفعل عندما تتصرفين مثلها؟!”.

2- يعنّفني لأن طفولته كانت عنيفة:
صحيحٌ أن أغلبية الرجال المعنِّفين زوجاتِهم تعرضوا للتعنيف خلال طفولتهم، ولكن لا يجوز استغلال الأمر كعذرٍ للتعرض الجسدي أو النفسي للمرأة. فالعديد من الرجال تخطّوا طفولتهم الصعبة وأصبحوا ذوي مسؤولية من دون أن تعاني زوجاتهم من زواجٍ عنيف ومضطرب. يُعتبَر عذر العنف خلال الطفولة خطيراً بما أن الرجل يحاول أن يقنع زوجته بأن ما يقوم به يمكن تفهّمه واستيعابه.

3- لا بأس إذا عنّفَني فهو مضطرب نفسياً ويعاني من الاكتئاب:
من الخطأ الجمع بين التعنيف والأمراض النفسية، فليس كل من هو مضطرب نفسياً يعنّف غيره. إذ هناك العديد من الأشخاص المكتئبين أو المعانين من الوحدة أو المعانين من صدمة نفسية أو حتى من المدمنين على الكحول أو المخدرات لا يؤذون أحداً، ولا حتى حشرة!
غالباً ما يكون الرجل المعنِّف لزوجته محترَماً في العمل والمجتمع، ولا يُظهر أي “عوارض” عنفية، ما يُذهل الناس عندما يكتشفون أن زوجته عانت تعنيفاً منه. إذ يكون مجتهداً في وظيفته، وودوداً مع الأصدقاء والأقارب، لكن مشكلته هي في عدم قدرته على السيطرة على مشاعره وانفعالاته. فعندما يغضب أو يُحبَط، يتحكم غضبه به.

4- لكنه يحبني!
هذا هو أكثر عذر مؤثر في المرأة حتى ترضخ وتستسلم للواقع المرير الذي تعيشه. فبعد أذيتها، يعود الزوج ويقول لزوجته إنه يحبها. قد يكون الأمر صحيحاً، ولكن في معظم الأحيان هو يخلط بين رغبته في امتلاكها وشعور الحب. فتكتشف المرأة بعد فترة أنه كان مسيطراً عليها، وراغباً في امتلاكها، وليس مغرماً بها فعلاً. فعندما يقول “أحبّكِ”، هو يعني “أنتِ مُلكي”!
تفصّل جمعية علم النفس الأميركية الأمر عبر نُصح المرأة بملاحظة تصرفات زوجها: هل ينزعج عندما تُظهر حناناً ومودّةً لأشخاصٍ آخرين؟ هل يشعر بالتهديد عندما تلقي التحية على رجلٍ آخر؟ هل يمنعها من استكمال دراستها؟ هل يجعلها تشك بأفكارها ومبادئها؟ هل يفرض عليها التصرف بطريقة معينة؟ فإذا كان الجواب “نعم” عن هذه الأسئلة، هو لا يحبها بل يمتلكها، وهذا تعنيف نفسي صعب تحمّله – إذا ما أغفلنا احتمال تعرّضها لتعنيف جسدي أيضاً!

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى