تُمثل الصداقة أهم العلاقات الإنسانية التي عرفها البشر وهي كلمةٌ مستمدةٌ من الصدق لذا فهي علاقةٌ تقوم على الثقة المتبادلة والمواقف الصادقة والحقيقية بين شخصين أو أكثر وهي علاقةٌ نقيةٌ يعبّر فيها الأصدقاء عن أسمى المشاعر والأحاسيس الإنسانيّة فترى الصديق الوفيّ يخشى على صديقه من المرض والتعب و الفشل بصفة عامة .
على العكس التام من الآخر الغدار الذي لا يكترث لمشاعر أحد و يفضل مصلحته الشخصية على أية مصلحة ممّا يؤدّي إلى انتهاء تلك العلاقة وفي هذا المقال سأركز الحديث على غدر الأصدقاء .
يُعتبر غدر الأصدقاء المفصل الكبير الذي يُنهي علاقة الصداقة أو يجعلها فاترة أو يحوّلها إلى علاقةٍ إنسانيةٍ عاديّة فكثيرٌ من الأصدقاء هم زملاءٌ في العمل أو أقاربٌ لا نستطيع إلغاء وجودهم من حياتنا ولكن سيبقى جُرح الغدر في القلب ممّا يسبّب الشعور بخيبة أملٍ كبيرة و لا يقتصر موضوع الغدر على ما سبق . بل إنّ الاحترام المتبادل و هو شرطٌ أساسيٌّ لاستمرار العلاقة يفسد بالشتم والتجريح خلال المواقف المختلفة ممّا يؤدي إلى إحداث تراكماتٍ مع الزمن و يمنع العلاقة من الاستمرار و على الرغم من البقاء معهم لفترة طويلة إلّا أنّهم لا يميّزون حقيقة ما يخفون في أنفسهم من كره و حسد و حقد و في اللحظة التي يكتشف بها هذه الخيانة يتعرّض هذا الشخص لصدمة نفسيّة كبيرة من أعزّ الأشخاص عليه ممّا يتسبّب في حزنه لفترة طويلة ّ يصبح بعدها غير قادر على الثقة بأيّ شخصٍ من حوله وغير قادر على إقامة أيّة علاقة . كما يزيد شكّه بأقرب الناس إليه .
و تظهر خيانة الصديق لصديقه بأشكالٍ عديدة وهي التحدث عنه أمام الناس بما لا ترضاه نفسه أو إفشاء أسراره ومشاكله الخاصة أو الاستهزاء به وذكر عيوبه أمام من يعاديه أو سماعه لفاسق جاء بخبر كاذب و إلى غير ذلك من الأمور . فالصداقة مصطلح ثقيل كي تكون صديقا يجب ان تكون صادقا مع نفسك أولا ثم مع الآخر ثانيا. كما قال الشاعر صادق صديقا صادقا في صدقه فصدق الصداقة في صديق صادق