ليست طفرة ما آل إليه مجتمعنا المصري من انحدار في الأخلاق والسلوكيات وانزلاقه بعيدا عن تدينه الفطري وما عرف عنه من لين القلب والشهامة إلي حوادث العنف والاغتصاب .. تلك الأحداث التي نسمع ونشاهد منها قساوة غير معهودة من قبل .. بل هذا التغير كان تدريجيا ظهر بوضوح خلال ثورة يناير كأنه فيروس كان كامنا وقامت الثورة لتوقظه .. وهنا تأتي القوي الناعمة معلنة أنها اقوي أسباب التغير المجتمعي الملحوظ.
دعونا نرجع للوراء قليلا في فترة التسعينات وما قبلها كنا نشاهد جميعا الأفلام السينمائية وقد أباحت مشاهد العري ,وأصبح من الطبيعي ظهور مثل تلك المشاهد الجريئة بل ودافعت عنها أحيانا تحت مسمي الحرية الشخصية .. ونري أيضا البطل الذي يحاول أن يتغلب علي مشاكله بالتدخين وشرب المسكرات .. وبدون أن نشعر أصبح هذا البطل قدوة للكثير من المراهقين والشباب في تلك الاونه .. وأصبح التدخين عنوانا للرجولة .
وتأتي الالفينات وقد أصبحت المشاهد أكثر عنفا وأكثر جرأه , والتي يجسدها معظم أفلام ألسبكي وأمثاله.. وانتشرت تلك القوي الناعمة بجسم المجتمع المصري كالسرطان دون أن يشعر ليس عن طريق الأفلام فقط بل أصبحت البرامج الممولة ومواقع التواصل الاجتماعي تنسج كخيوط االعنكبوت شباكها مؤثره بالسلب علي المجتمع ومحاولة أقناعة بأهدافها بالأكاذيب تارة وبالتشكيك تارة أخري .. وقد ظهر ذلك بوضوح خلال ثورة يناير والتي قادتها قناة الجزيرة ببراعة وعملت علي نشر الأكاذيب بهدف خدمة الدولة الصهيونية نعم تلك القناة هي الستار التي تعمل تحته إسرائيل لمحاربة الدول العربية في استقرارها وانتماء شعوبها ودعمت القناة بأكاذيبها الربيع العربي الذي ما هو إلا مؤامرة علي الدول العربية لتفكيكه .
لذلك يجب علي الإعلام المصري إن يستيقظ ويتصدي بقوة لهذا التدهور ويصلح من نفسه .. ويجب أن تزيد المراقبة علي الأفلام وكفانا من سموم تبث لشبابنا كأننا نساعد عدونا فيما يريد .. دعونا وبنفس السلاح ننشر القيم والمبادئ والانتماء و ان نحد من أفلام تجاريه وبرامج غير هادفة.. فأخلاق أولادنا ليست للمتاجرة
بقلم غادة الكشك