• خرج علينا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب بمناسبة ذكري أحداث 11 سبتمبر بتصريح جديد لكنه قديم بالنسبة للكثيرين حول العالم ، لأنه ربما لايحمل جديدا ولايكشف سرا وهو ان غزو أمريكا للعراق كان قرارا خاطئا … بعد إيه ياعم ترامب ماخلاص …. اللي حصل …حصل كما يقولون …للأسف خلف الغزو الأمريكي للعراق خسائر بشرية تقدر بما يقرب من مليون قتيل وجريح، فضلا عن تشريد الملايين وتكبيد العراق الشقيق خسائر مادية ضخمة تقدر وفقا للتقديرات بتريلونات الدولارات بجانب دخول البلاد في حالة غير مسبوقة من الفوضي والانفلات والأخطر هو الصراع الطائفي الذي بلغ ذروته مابين عامي 2006و2007
• لقد كشفت قناة cbs الامريكية عن وثائق جديدة بشأن غزو العراق ، حيث أكدت القناة في تقريرها أن وزير الدفاع حينذاك دونالد رمسفيلد هو من اتخذ قرار الغزو بعد ساعة واحدة من هجمات 11 سبتمبر 2001 علي واشنطن ونيويورك دون الإشارة إلي الدوافع والأسباب التي أدت إلي اتخاذ القرار اللهم سوى التخلص من شخص الرئيس العراقي صدام حسين، بينما المنفذ الحقيقي للهجمات كان تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، لكن جورج بوش الابن تبني خطة إعلامية مضللة لإقناع الكونجرس والرأي العام الامريكي بضرورة غزو العراق بدعوي امتلاكه أسلحة دمار شامل. وتمضي القناة لتكشف ان اتفاقا في الخفاء قد جري بين الحكومتين الأمريكية والبريطانية لتنفيذ العملية المجنونة عن طريق شن الحروب المعلوماتية عبر وسائل الإعلام في البلدين علي مدار عدة أشهر بشأن التهديدات والمخاطر من امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل، وفي الآخر طلع الكلام كله “فنكوش”
• للاسف ضحكت أمريكا في خطابها الرسمي حينذاك علي الشعب بل والعالم عن طريق الزعم بأن واشنطن لاتريد غزو العراق إنما تحرير شعبه من الظلم والعبودية، فضلا عن التخلص من نظام صدام حسين باعتباره يمثل تهديدا حقيقيا لواشنطن وحلفائها لاستخدامه أسلحة الدمار الشامل برغم علم الإدارة الأمريكية ان العراق لايمتلك أية برامج للأسلحة النووية والبيولوجية والكيمائية بشهادة مفتش المنظمة الدولية، إنما كانت الخطة جاهزة والقرار موجود والهدف فقط كان محاولة إيجاد او بالأحرى إضفاء الشرعية والمشروعية علي شن الحرب. وهنا يثور السؤال أي مشروعية وأي شرعية لتدمير وطن وشعب ؟!
• بالمناسبة لمن لايعلم وحتي لاننسي الدور القذر الذي لعبته قناة الجزيرة القطرية في الغزو الأمريكي للعراق، فقد شاركت هي الأخرى في أشرس حرب إعلامية مارسها الإعلام الأجنبي في التغطية على هذه الحرب بل والتمهيد لها ضمن سلسلة مخططاتها الإعلامية الدنيئة لهدم الدول المجاورة وكما تفعل الآن في ليبيا وسوريا واليمن، ليتأكد لنا يوما بعد الآخر أنها قناة عميلة وتمارس إعلاما هداما. ولِمَ لا وهي المتحدث الرسمي باسم تنظيم القاعدة لعدة سنوات فقد كانت الوكيل الحصري لتنظيم القاعدة في نقل تدريباته وإذاعة حوارات قادته جهارا نهارا .
• لقد دفع العراق الشقيق ثمنا باهظا للغزو الأمريكي الذي دام أكثر من تسع سنوات ارتكبت خلالها أمريكا أخطاء وخطايا بالجملة، ربما تستوجب المساءلة القانونية تجاه المدنيين الابرياء. والأمثلة صارخة ولاتكاد تحصي أو تعد، لكن الخسائر طالت أيضا الأمريكان بقتل 4500 جندي وإصابة نحو 30 ألفا آخرين ومعهم 179 جنديا بريطانيا بعد دخول المقاومة العراقية حلبة الصراع بل الدفاع عما تبقي من الوطن.
• السؤال الذي يفرض نفسه الآن، بماذا يفيد اعتراف السيد ترامب؟ بالقطع لاشئ فقد تم تدمير الاخضر واليابس علي الأراضي العراقية ودخلت التنظيمات الإرهابية والدواعش أرض الرافدين واعلنوا الجهاد المسلح وقتلوا الأبرياء واغتصبوا الصبايا ودخلت البلاد فيما يشبه الحرب الأهلية بعد ان سيطر المتطرفون علي مناطق شاسعة شمال البلاد، بما في ذلك مدينة الموصل ثاني اكبر المدن العراقية ….لاسامحكم الله