كلما جاء فصل الصيف وارتفعت درجات الحرارة إلي معدلاتها القصوى يهرب البعض إلي المصايف للإستمتاع بنسمات الهواء علي الشواطئ والإستحمام في البحر .. والبعض الأخر يهرب من القيلولة إلي بيوتهم والجلوس في ” المكيفات ” .. بينما الغالبية العظمة تدعو الله بان ينتهي فصل الصيف ويأتي الشتاء .
وأنا واحد من المغرمين بفصل الشتاء منذ طفولتي .. واستمتع في أيامه ولياليه بالخروج والسهر .. كما ان للشتاء فوائد كثيرة .. أهمها الحيوية والنشاط التي تجبرك عليها برودة الجو .. كما أنك لا تشعر بأي ضيق وأنت تؤدي عملك او أي مشوار تذهب إليه بعكس الوضع في أيام الصيف .. حيث يشعر الإنسان فيه بالخمول والكسل والضيق و” النرفزة ” ويفقد الإنسان أعصابه بسرعة من شدة إرتفاع درجات الحرارة .. وتستطيع في أيام الشتاء أن تأكل بشهية عكس أيام الصيف حي ثيفقد الإنسان شهيته ..
وعندما تشعر بالبرودة تعالجها بإرتداء الملابس الثقيلة .. وأنت داخل البيت تعالجها بالأغطية أو التدفئة ..
وكنت أكون حزبا من المحبين للشتاء ضد حزب المحبين للصيف ..
ولكن للأمانة المناخ في مصر خلال فصول السنة الأربعة جاذبا للسياحة في جميع مناطق والمدن الجميلة علي إمتداد أرض مصر الحبيبة .. ونحن في مصر لا نشعر بهذه القيمة الكبيرة التي يحسدنا عليها باقي شعوب العالم ..
وعموما فأن طبيعة الإنسان الشعور بالملل وأنه يريد التغيير بصفة مستمرة من حال إلي حال .. هكذا طبيعة الناس .. فعندما يأتي الصيف يتمنون أن ياتي الشتاء .. وعندما يأتي الشتاء يتمنون أن يأتي الصيف .. خاصة أن هذا الشتاء في مصر جاء شديد البرودة وقارصا لدرجة أن إحدي النساء ” عجوز ” وأحد الرجال ” عجوز ” ايضا قد توفيا من شدة البرودة ووجدهما الناس في الشوارع شبه مجمدين .
وانتشرت أمراض البرد وقصوتها في هذا الشتاء .. في نفس الوقت انتعشت عيادات الأطباء والصيدليات .. وهي ارزاق ! .
ولكن في مثل هذه الأحوال لابد من تكاتف المجتمع المدني للوقوف إلي جانب المحتاجين إلي الدفء .. سواء كان الدفء المعنوي أو الدفء المادي بالمساعدات التي تتمثل في توفير البطاطين والأغطية الثقيلة وايضا بتقديم المأكولات الساخنة .. ما أحواجنا إلي هذا التكافل الإجتماعي بصورة أكبرمما هو عليه الأن .
هكذا عندما يأتي الشتاء بهذه الصورة القاسية نتمني أن يأتي الصيف فكما قالوا قديما ” الصيف كيف ” .. ولكنني لازلت أحب الشتاء خاصة في مصر المحروسة .