• صحيح ان الدكتور طه حسين لم يتنبأ بما ستكون عليه مصر في بدايات الالفية الجديدة عندما دعا إلي مجانية التعليم قبل سنوات طويلة عبر مقولته الشهيرة التعليم كالماء والهواء لكن الثابت ايضا انها حق دستوري لهذا لاينبغي الإقتراب منها حتي لو جاء ذلك في سياق حديث عن إقتصاديات التعليم التي بلاشك تحتاج إلي مراجعة دقيقة بكل المقاييس من هنا لايمكن التصور علي الإطلاق بان الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم يمكن ان يفكر او حتي فكر في إلغاء مجانية التعليم لكن الرجل ربما كان يريد طرح القضية برمتها والإشكاليات والمشاكل التي تواجه التعليم من هنا فان تصييد الحديث واللعب علي الوتر الحساس بالخروج علي الناس للإعلان ان وزير التعليم الحالي يطالب بإلغاء مجانية التعليم هو كلام غير منطقي بالمرة ولاأعتقد ان الوزير يمكن ان يقصد باي حال من الاحوال المساس بمجانية التعليم وبالتالي علي الجميع تحري الدقة فيما ينقل عن الرجل الذي تحدث بصراحة وواقعية شديدة امام نواب البرلمان عن الوضع السيئ للتعليم في مصر نتيجة عدم التطوير وتخلف المناهج وزيادة كثافات الفصول و…. و…. واشياء أخري كثيرة لعل أخطرها ان الدروس الخصوصية أصبحت البديل الاساسي عن المدرسة حتي اصبح المصريون ينفقون نحو 25 مليلر جنيه سنويا عليها نهيك عن مافيا طباعة الكتب الخارجية واصحاب المصالح الذين يتصدون بقوة لمشروع التطوير ويسعون لإفشالة عير تصدير الشائعات وترويج الاكاذيب كل يوم واخرها ألغاء مجانية التعليم
• نعم قد نختلف بعض الشيئ في كثير من النقاط التي طرحها الوزير خاصة عندما ربط بين مجانية التعليم وتذكرة حفل عمرو دياب لنجد انفسنا امام مايشبه ” الفزورة ” كما يقولون او امام سؤال هل ” النخلة اطول ام القطار أسرع ” صحيح ان الوزير قال انني لم اكن في حديث صحفي ولم يتم إبلاغي بوجود صحفيين داخل جلسة التعليم بالنواب وهو امر ايضا مثير للجدل لان هذا معناه ان هناك تصريحات تخرج فقط للإستهلاك الأعلامي واخري تعبر عن قناعات مختلفة وهو امر قد يحتاج لمراجعة أيضا لان كلام الوزير اي وزير يجب ان يتسم بالشفافية والمصداقية سواء امام او خلف الكاميرات
• ياسادة علينا ان ندرك ان تطوير نظام التعليم الحالي أصبح ضرورة حتمية وها نحن قد بدانا في وضع اللبنة الاولي للمشروع برغم التحديات الموجودة علي الارض وعلينا جميعا مساندة هذه الخطوات بدلا من التشكيك فيها سواء بقصد او بدون قصد لانه مهما حدث فلن يكون لدينا نظام تعليمي أسوأ مما كنا فيه …. يارب نفهم ؟!