بقلم: د.رمضان عرفة
يقول الفيلسوف والكاتب الفرنسي فولتير الشهير بدفاعه عن الحريات المدنية خاصة حرية العقيدة، والمساواة والكرامة الإنسانية، إني أعارضك الرأي ولكني مستعد أن أضحي بنفسي من أجل حقك في أن تقول رأيك.
فالاختلاف بين الناس رحمة وسنه الله في الارض التى فطر الناس عليها ولن تجد لسنة الله تبديلا، وليس بمستغرب أن يختلف البشر في معتقداتهم وأرائيهم وأفكارهم واسلوب حياتهم ولكن الغريب أن يتحول هذا الاختلاف إلى اتهام وخصومة وتشهير وسباب وشتائم وانقسام وتمزق داخل الاسرة الواحدة والمجتمع.
ان شرعية الاختلاف تعتبر ركناً اساسيا من مشروع الإسلام الحضاري الرافض لكل أشكال التطرف الذي يصادر الحقيقة باسم الدين، ويرسخ للاستبداد والعنف، ويفرض الرأي بكافة اشكال القوة.
لقد اختلف صحابة رسول الله واختلف السلف الصالح رضى الله عنهم، لكن اختلافهم في الرأي لم يفسد الود بينهم ولم يكن سببا لافتراقهم، انهم اختلفوا لكنهم لم يتفرقوا، لأن وحدة الهدف كانت أكبر من إن ينال منها شيء، ولأنهم تخلصوا من العلل ومن الأمراض النفسية التي تزرع في القلوب الاحقاد والعداوات وتدعو إلى القطيعة والصراع لمجرد الاختلاف في قضية تحتمل تعدد وجهات النظر.
من الطبيعي جدا ان نختلف فى الآراء السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى يتوقع كل فريق بانها الطريقة الصحيحة التى تساهم في بناء الوطن ولكننا جميعا لا ينبغى ان نختلف على مصر والحفاظ على سلامتها وامنها القومي..
علينا أن نتعلم كيف نختلف، وأن يكون أدب الخلاف وأخلاقه حاضرة عند اختلافنا وتعدد وجهات نظرنا. الخلاف في الراي هو الطريقة الوحيدة التي تحمي رئيس الدولة من ان يصبح سجينا لوجهة نظر واحدة.
مباشر القليوبية