«الكرمانى» تتحول إلى مقلب «زبالة».. و«الحصة» مصدر للأوبئة و«الشرقاوية» تسلم سكان «شبين القناطر» لأمراض الكبد
مبانٍ مخالفة تحتل ضفتى «حوض الباطن» تحت سمع وبصر الأجهزة التنفيذية والمحافظ: أطلقنا مبادرة لمواجهة «حشرات القرى والمدن» تحت شعار «ساعة الصفر”
حالة من القلق والخوف تسيطر على المواطنين بقرى ومدن محافظة القليوبية تحسباً لهجوم الثعابين والحشرات الضارة على منازلهم بسبب سوء حالة ترع المحافظة التى أصبحت مصدراً لتهديد السكان نظراً لسوء حالتها وردمها بالقمامة والمخلفات والحشائش التى تنذر بنشر الأوبئة والأمراض.
ترع المحافظة أصبحت مصدراً رئيسياً لخروج الثعابين والحشرات التى تستعد للهجوم على الأهالى وهو الأمر الذى أكد عدد من المواطنين أنه حدث فى قرى كفر الجزار وميت العطار ببنها، وسط صمت المسئولين الذين اكتفوا بحملات «شو إعلامى» فقط ومنها حملة «ساعة الصفر» التى أطلقها محافظ القليوبية لتطهير الترع والمصارف ورشها للقضاء على الناموس والحشرات الضارة والتى لم تفلح فى مواجهة الأزمة، التى زاد منها ظهور الثعابين بالمحافظات المجاورة، ما أثار الذعر بين المواطنين خوفاً من هجومها على الأهالى، خاصة فى القرى التى تضم ترعاً تعج بالقمامة والحشائش ولم تشهد أى عمليات تطهير حيث يتم تضليل أجهزة المحافظة بعدم وجود أزمات.
فى سنديون مركز قليوب تسبب عدم تغطية أو ردم الجزء المتبقى من ترعة «الكرمانى» فى حالة من الاستياء بين الأهالى بسبب الخطر الجسيم الذى تسببه لأطفال القرية لدرجة أن الأهالى أطلقوا عليها لقب «ترعة الموت».
وقال عادل عبدالسميع، أحد أبناء القرية، نحن نعانى منذ سنوات ولكن لا أحد يشعر بمعاناتنا وأرسلنا شكاوى للمسئولين دون جدوى: «كل سنة طفل بيموت فى هذه الترعة ولا أحد يتحرك إلا بعد فوات الأوان»، مضيفاً أن الأهالى أرسلوا العديد من الشكاوى عبر صفحة المحافظة وكان الرد «سيتم عرض الأمر»، وعقب ذلك لا حياة لمن تنادى.
وفى قرية الحصة، مركز طوخ، سيطرت حالة من الغضب والخوف على الأهالى بسبب تراكم أكوام وأطنان القمامة والمخلفات والحيوانات النافقة على ضفتى الترعة، بالإضافة إلى المخاطر الصحية والبيئية التى تهدد حياة قاطنى المناطق السكنية حولها وأهمها الخوف من هجوم الثعابين، وقال أحمد السعيد، أحد أهالى القرية: «الترعة لا يوجد بها مياه نهائياً وإنما أكوام قمامة وحيوانات نافقة، ولا يوجد أى تدخل من الوحدة المحلية، ما يتسبب فى تجمع الحشرات والناموس الذى يؤذى الأهالى والأطفال».
وقال على محمود إن الترعة تعتبر كارثة صحية وقنبلة بيئية تعج ببؤر التلوث ومصدراً للأوبئة والأمراض، ويجب تدخل المسئولين لإغاثة أهالى قرية الحصة من الأمراض والأوبئة التى سوف تصيب الكبير والصغير وذلك لكثرة القمامة والحيوانات المتعفنة التى توجد بها، محذراً من خروج الثعابين من داخل الحشائش التى تحيط بها لتؤذى الأهالى، كما حدث فى محافظات مجاورة.
وفى ترعة الشرقاوية بشبين القناطر، التى تحولت إلى مقلب للقمامة، تفوح رائحة الحيوانات النافقة التى تزكم أنوف المارة عن بعد، وهو الأمر الذى أكد الأهالى أنه السبب فى انتشار الأمراض فى الوقت الذى أثبتت فيه دراسة لمديرية الصحة أن مدينة شبين القناطر هى الأعلى نسبة فى محافظة القليوبية لانتشار أمراض الكبد.
وفى قرية طنط الجزيرة، مركز طوخ، أكد الأهالى أن ترعة «حوض الباطن»، المصدر الرئيسى لرى الأرض، تحولت بفعل الإهمال وعدم التطهير لبؤرة من التلوث، ما يهدد بتبوير الأراضى الزراعية، وهو الأمر الذى دفع جميع المزارعين إلى اللجوء إلى إنشاء مواسير مياه لاستخدمها فى الرى والزراعة، ما أدى إلى تراكم أعباء مالية عليهم.
وقال أمير حجاب إنه بسبب عدم وصول المياه للترعة تحولت إلى مقلب لإلقاء القمامة والمخلفات والتعدى على حرم الترعة من الجانبين ببناء المبانى المخالفة والذى لم يأت أحد من المسئولين لإزالتها بالرغم من أنها مخالفة وتتسبب فى إعاقة وصول المياه وتطهيرها من أى مخلفات.
من جانبه، قال اللواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية، إن المحافظة أطلقت أكبر مبادرة لمواجهة ومكافحة البعوض والناموس وحشرات القرى والمدن تحت شعار «ساعة الصفر»، حيث تم تنظيم حملات مكثفة لمكافحة الناموس والحشرات منعاً لانتشار الأمراض وحرصاً على حياة الأطفال واستعداداً لمواجهة الثعابين، مشيراً إلى أن الحملة استمرت 3 أيام بمعدل ثلاث ساعات يومياً من الساعة العاشرة وحتى الواحدة ظهراً. وأضاف المحافظ، فى بيان، أنه تم استخدام معدات ومبيدات ومادة فعالة للقضاء على اليرقات فى مهدها فى الترع والمصارف، وتم رصد ١٠٠ ألف جنيه لكل مركز من مراكز المحافظة لإنشاء صناديق خرسانية على الترع والمصارف لوضع القمامة بها بدلاً من إلقائها داخل المياه وعلى ضفاف الترع، ما يتسبب فى انتشار الأمراض وتراكم القمامة، مشيراً إلى أن الصندوق الواحد يتكلف ٤ آلاف جنيه بمعدل ٢٠ صندوقاً بكل مركز.
وأوضح المحافظ أن القليوبية لم تشهد أى هجوم من الثعابين حتى الآن، وأنه شدد على ضرورة المرور الدورى من قبَل المسئولين على الترع والمصارف لرفع التراكمات والقمامة، مشيراً إلى أنه سيتم محاسبة المسئولين أولاً بأول فى حالة التقصير.
من جانبها، أعلنت مديرية الصحة بالقليوبية، برئاسة الدكتور حمدى الطباخ، وكيل وزارة الصحة، الطوارئ لمواجهة أى ظهور للثعابين، حيث أكد بيان رسمى من المديرية أن أمصال العقرب والثعبان والتيتانوس متوافرة بجميع مستشفيات المحافظة العامة والمركزية والنوعية. كما أنه يوجد رصيد احتياطى كافٍ فى مخازن المديرية، وأشار «الطباخ» إلى أن تلك الخطوة تأتى حرصاً من مديرية الصحة على سلامة المواطنين، خاصة فى هذه الآونة من الجو شديد الحرارة وهو موسم ظهور العقارب والثعابين خاصة فى الأراضى الزراعية، مشيراً إلى أنه أمر برفع درجة الاستعداد القصوى وتوفير الأطباء المدربين وأطقم التمريض للتعامل مع أى حالات محتملة، وناشد الطباخ المواطنين بالتوجه بشكل فورى إلى أقرب مستشفى حال تعرضهم إلى لدغ العقارب والثعابين، وذلك لتقديم الأمصال والرعاية الطبية لهم بشكل مجانى.
مباشر القليوبية