متابعة / مدحت منير:
إنطلاقا من وصية الكتاب المقدس “إذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله ” الواردة برسالة القديس بولس الرسول إلى العبرانيين “عب 13 :7 ” وفى لمسة وفاء لرعاتها السابقين المتنيح الأب الحكيم القمص لوقا جبرة والمتنيح طيب الذكر القمص قزمان عبد المسيح أقامت كنيسة السيدة العذراء ببنها حفل تأبين إحياءا للذكرى الثانية لنياحة القمص لوقا جبرة والذكرى السابعة لنياحة القمص قزمان عبد المسيح
قام بإعداد الحفل خدام كنيسة السيدة العذراء ببنها وقدمه المهندس سامح عدلى أمين الخدمة بالكنيسة وشهد الحفل حضورا شعبيا كبيرا من شعب الكنيسة ومحبى هذين الراعيين البارين من مختلف أنحاء إيبارشية بنها وقويسنا
بدأ الحفل بكلمة للقمص بنيامين حليم وكيل مطرانية بنها وقويسنا والذى تحدث عن سر الكهنوت بوجه عام وأهميته فى الكنيسة الارثوذكسية وكيف ان الكاهن يجب ان يجول يصنع خيرا متمثلا بما ذكر عن السيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم مطبقا ذلك على القمص قزمان عبد المسيح والقمص لوقا جبرة مشيرا إلى أنه كان دائم التردد على مكتب القمص لوقا جبرة بكنيسة السيدة العذراء ببنها ملتمسا مشورته الحكيمة فى عديد من أمور الخدمة وكان يرتاح لجلوسه معه كل الراحة وعقب إنتهاء كلمة وكيل المطرانية تحدث الدكتور رؤوف فؤاد مساعد أمين الخدمة بالكنيسة تحت عنوان “من هو هذا؟” عن شخصية القمص لوقا جبرة وأهم ما يميزها فقال بشكل موجز أن أهم ما كان يميز هذه الشخصية الفريدة هو الحب الشديد لدرجة العشق لألحان الكنيسة وطقسها والقدرة على حل المشاكل حتى لغير المسيحيين بشرط أن يقبلوا مشورته النابعة من إرشاد الروح القدس بالأساس وحب المسئولين الرسميين بالمحافظة له لما كان يتمتع به من لباقة وقدرة على التعبير حتى انه كان فى بعض المناسبات الرسمية يطلب منه إلقاء كلمة بشكل مفاجئ ورغم عدم إستعداده كان يفاجئ الجميع بكلمة متميزة من مخزون القراءات والخبرات الروحية والحياتية الكثيرة المتوافرة فى ذهنه مؤكدا أن هذا الراعى الأمين كان شخصية غير قابلة للتكرار طالبا منه أن يصلى عن كل أولاده مع ال24 قسيسا أمام العرش الإلهى وعقب ذلك تم عرض تسجيل فيديو للمجمع المقدس بصوت المتنيح القمص لوقا جبرة
ثم كانت كلمة الدياكون يوسف موسي الذى تحدث بشكل تفصيلى عن طيب الذكر المنيح القمص قزمان عبد المسيح والذى كان يتميز بالبساطة المطيعة والطاعة البسيطة الروحانية مستعرضا بعض المواقف الدالة على ذلك ومن ذلك أن احد الأحباء كان يلتقط صورة لمثلث الرحمات الأنبا مكسيموس المطران وكان أبونا قزمان معه فى اللقطة فطلب الأنبا مكسيموس من أبونا قزمان رفع صليبه فى الصورة ورغم أن هذا مخالف للطقس حيث لا يجب أن يرفع صليبه فى وجود أسقف أو مطران لكنه بروح الطاعة فعل ما أمره به معلمه القديس الانبا مكسيموس المطران لثقته فى حكمته وروحانيته كأب ومرشد روحى مشيرا إلى أن أبونا قزمان تمثل بالأنبا مكسيموس المطران عقب نياحته وكما كان القديس الأنبا مكسيموس المطران يستقبل أولاده يوميا بالمطرانية كان أبونا قزمان يجلس بمزار الأنبا مكسيموس بكنيسة السيدة العذراء ببنها ويستقبل أولاده سواء للإعتراف أو لطلب الصلاة لأى أمر أو فتح الكتب للطلبة المقبلين على الإمتحانات وكان الله يستمع لصلواته عن كل من يأتى إليه مريضا أو فى ضيقة من أى نوع
وعقب ذلك تم عرض تسجيل فيديو نادر لصلاة قسمة كان القمص لوقا جبرة يصليها فى سبت النور ولم تكون هذه القسمة موجودة بالخولاجى ولا الكتب الكنسية المتداولة بل كان يصليها مستعينا بكراسة ورثها عن والده الذى كان كاهنا أيضا ثم تم أيضا عرض لعظة نادرة عن “الرعاية وصفات الراعى كما تجلت فى السيد المسيح ” أعقبها كلمة للقمص جرجس زكى راعى كنيسة السيدة العذراء ببنها الذى خدم مع هذين الأبوين البارين حيث إستعرض فى كلمته ذكرياته مع طيب الذكر القمص قزمان عبد المسيح وطباعه وأسلوبه الذى كان مشابها إلى حد التطابق لأسلوب القديس الأنبا مكسيموس المطران والأب الحكيم القمص لوقا جبرة مشيرا إلى أنه فى كلمته أمام المسئولين بالمطرانية فى أول عيد قيامة بعد نياحة أبونا لوقا قال كلمة القديس الأنبا شيشوى الذى سكن مغارة معلمه الأنبا أنطونيوس وعندما سئل عن مشاعره إزاء ذلك الأمر قال معبرا بإتضاع كامل : “أنا ثعلب سكن مكان أسد “
ثم كان مسك الختام للحفل المتميز مع كلمة القس قزمان صبحى راعى كنيسة السيدة العذراء ببنها وأحد التلاميذ المقربين جدا للقمص لوقا جبرة وذكر له عدة مواقف منها أن أبونا لوقا فى إحدى المناسبات كان يريد الإعتراف قبل أن يصلى القداس ولما لم يستطيع الوصول لأب إعترافه القمص بنيامين حليم طلب منى بإلحاح أن يعترف لى وأن أقرأ له التحليل وإلا فلن يصلى معى القداس فنزلت على رغبته بعد أن رفضت بشدة فى البداية لأنه أبى الروحى ومعلمى وأستاذى ومن هذا الموقف وغيره عشرات المواقف تعلمت على يديه معنى الإتضاع والأبوة والبنوة الروحية بحق
هذا وقد أقيم في صباح اليوم التالى قداس إلهى لروح القمص لوقا جبرة والقمص قزمان عبد المسيح ترأسه نيافةالأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا إحياءا لذكراهما العطرة
مباشر القليوبية