أكاد أشعر بالمرارة والحسرة التى تعشش الآن فى حلق كل أبناء طحانوب.. بعد إنتهاء مولد التنقلات بين رؤساء الوحدات المحلية، والذى قارب علي الشهرين خاصة بعد رحيل عبدالعزيز الكومى إلى قرية الاحراز ، هذا الرجل الذى جلس علي كرسي الوحدة قرابة 4 شهور كان فيهم ملىء السمع والبصر والفؤاد.
وعلي النقيض تماما أكاد أرى كائن غريب يمصمص شفاهه متحسرا على حركة التنقلات الأخيرة ، بعدما جمع الغلة من جيوب المواطنين الفقير منهم والميسور ..! أكاد أرى الدموع المكبوتة فى عين هذا الكائن، وهو يرى حرب الشتائم التى نصبت بعد رحيله لغير رجعة.
لقد أصبح حال القرية التي ترأسها لا يسر عدو ولا حبيب وافتقد قاطنيها الثقة فى كل ما هو آت واختلط الحابل بالنابل ، بل وصل بهم الدرجة أنهم رافضين لرئيس الوحدة الجديد والمنقول إليهم من وحدة اخري بالرغم من نظافة يده وأدبه الجم، لكنهم يطالبون أيضا بعبد العزيز الكومي رئيسا لوحدتهم .. هذا الرجل المهذب صاحب الكاريزما العجيبة فى معاملة الجمهور.
أغلب الوحدات تنادي بإسمه كمن ينادون في موسم الانتخابات ولسان حالهم يقول «الكومي يا بلاش واحد غيره مينفعناش » ، ألهذه الدرجة أصبح الجميع يتغنون برئيس وحدة، لماذا،،؟! متي نرى مثل تلك الشخصية التي في استطاعتها أن تستعيد البريق المفقود مع اخفاقات اللي ما يتسماش، لقد سن أسعاراً للفساد لم تخطر علي جد ابليس ، لما لا وهو الخبير فى علوم الأونطة والسبع ورقات، و للأسف كان يترأس مجموعة فاقدى التركيز منزوعى العزيمة والرغبة فى العمل..
أكاد أرى ذلك الكائن وهو يرى أقرانه يفكرون فى كيفية تفعيل ميثاق جديد ، يرممون ما أفسده فى سنوات فالموضوع متعلق بهويته المحلية التى تربى عليها وربى عليها من تحالفوا معه وذهب بلا رجعة غير مأسوف عليه. لكن دائما ما يظهر فى الأفق طاقة نور تأخذك إلى بعيد وتجعلك فى حالة من اللا وعى واللا ادراك..
حالة تجعلك تعيد حساباتك من جديد وتعيد اليك الثقة في هؤلاء ، أشخاص نادرا ما يتواجدون في ذلك المعترك الملىء بالفساد، وأى فساد وأى ضغينة وحقد ومؤامرات وضرب أسافين ، أناس يضعون نصب أعينهم ايمانهم بالله وبعملهم وراحة المواطن المغلوب على أمره ، تاركين لأصحاب المناصب القيادية تصدر المشهد الذى تعودوا عليه دون أدنى عناء قاموا به ، فقط وهم جالسون فى مكاتبهم . لكن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ، طاقة النور هذه وجدتها فى شخص المهذب المحترم والذى تقابلت معه مصادفة بغير ميعاد، ألا وهو المجتهد حمدي سلامة نائب رئيس مدينة شبين القناطر ، الرجل المناسب فى المكان المناسب.. هذان الشخصيتان الكومى وسلامة.. وجهان لعملة واحدة.. قلما يجود مجلس شبين القناطر بمثلهما ويا ليت الجميع يتعلم منهما..!!
مباشر القليوبية