بقلم: د رمضان عرفة
يتعرض المواطن المصري لحملات اعلامية شرسة ومشبوهه ومزيفة من دول وتنظيمات اقليمية ودولية لا تريد الخير لوطننا الغالى من خلال وسائل اعلام وفضائيات ضخمة ومواقع اليكترونية متعدده تهدف الى تفكيك مؤسسات الدولة واغراق مصر في مستنقع الارهاب والفتنة والاحباط والانقسام والفوضى وحروب الجيل الرابع والخامس وغير ذلك. لقد أصبح المواطن في ظل هذا الواقع الإعلامي الجديد محاصرا بكم هائل من الرسائل الاعلامية التي تتفق في بعضها مع قيمه وثقافته ولكنها في الجانب الاخر تقدم مضامين ومعلومات وصورا مشوهة والمتابع لهذه الرسائل يلحظ تشويها متعمدا لكثير من الدول والشعوب والثقافات والأديان والتاريخ وغيرها مما يؤدي إلي نقل معلومات مضللة ومشوهة إلي الجماهير, وفضلا عن ذلك ماتروجه هذه الوسائل من مضامين إباحية يمكن أن تسهم في تدمير منظومة القيم التربوية والاخلاقية عند الشباب والمراهقين والاطفال. وعلينا ان لا نقف مكتوفى الايدى امام هذا الطوفان المدمر من الاكاذيب والتضليل ونشر الشائعات وعلى الحكومة ان تسرع بوضع خطة هادفة لتربية المواطن اعلاميا لمواجهة هذا الخطر الداهم. لقد تعلمنا في كلية الاعلام ان التعرض لوسائل الاعلام تعرض انتقائي والجمهور هو الذي يختار الوسيلة الإعلامية، وهو الذي يختار المضمون الذي يتعرض له، ويؤثر فيه، ويتفاعل معه، ويشبع احتياجاته. فكلما كان المتلقى واعياً استطاع أن يمارس انتقائية ناجحة ومثمرة، فينتقي المضمون الإعلامي الإيجابي الذي يتعرض له ويتابعه. من هنا ظهر بكل قوة مصطلح جديد يطلق علية التربية الإعلامية ويختص بتعليم أفراد الجمهور مهارة التعامل مع وسائل الإعلام وتزويدهم بمهارة التعامل مع الإعلام، فهماً.. واختياراً.. واستهلاكاً.. وإنتاجا.، فالتربية الإعلامية تعتبر حقا من الحقوق الأساسية لكل مواطن وذلك لأن الاعلام أصبح الموجه الأكبر، والسلطة الاكثر تأثيرا على مجموعة القيم والمعتقدات والتوجهات والممارسات، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لافراد المجتمع بل اصبح أحد اهم مكونات الرأى العام المحلى والدولى. والتربية الإعلامية ليست ” مشروع دفاع ” يهدف إلى الحماية فحسب، بل هي مشروع تمكين أيضاً، يهدف إلى إعداد أفراد الجمهور لفهم الثقافة الإعلامية التي تحيط بهم، وحسن الانتقاء والاختيار منها، وتعلم كيفية التعامل معها، والمشاركة فيها، بصورة فعالة ومؤثرة.
مباشر القليوبية