“ولكم في رسول الله أسوة حسنة ” صدق الله العظيم في ذكرى مولد الحبيب المصطفى سيدنا محمد “صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم” .. هيا نجدد العهد مع المولى سبحانه وتعالى بالإلتزام بالطاعات والعبادات والأخلاقيات المحمدية والمعاملات.. وهيا بنا نجدد العهد مع سيد الخلف وحبيب الحق باتباع سنته الشريفة وسيرته العطرة ونتأسى به صلى الله عليه وسلم فهو القدوة الحسنة في كل شيء ..وما أحوجنا هذه الأيام بأن نسير على منهج المصطفى ونضعه نصب أعيننا في التمسك بقضائه وشمائله ..فهو صلى الله عليه وسلم من علمنا حب الإنتماء للوطن عندما هاجر من مكة التي شهدت مولده ونشأته ومولد رسالته ومهبط الوحي وظل 13عاما يدعو قومه إلي التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد.. وتحمل في سبيل الرسالة السماوية ما يفوق طاقة البشر عندما أذاه قومه وبعض من أهله وحتى عندما ذهب إلي الطائف يدعو الناس بالحسنى لإتباع منهج الله .. قام الكفار بطرده وسلطوا أطفالهم وصبيانهم بقذفه بالحجارة حتى أدميت قدماه الشريفة وجلس تحت شجرة يستظل بها وهو يدعو ربه دعائه الشهير الذي يهز الوجدان قائلا يارب.. إلي من تكلني ..إلي بعيد يتهجمني ..أم إلي قريب ملكته أمرى .. إلي نهاية الدعاء ..ان لم يكن بك غضب على فلا أبالي .. لك لك العتبى حتى ترضى.. ونزل عليى أمين الوحي سيدنا جبريل قائلا له: يا محمد.. ربك يقرئك السلام ويقول لك : لو شئت لأطبق عليهم الأخشبيين ..أي الجبليين..
ورد عليهم الرحمة المهداة ..بل أدعو لهم عسى أن يخرج الله من بين ظهراينهم من يقول لا اله الا الله
صدق من سماك بالرءوف الرحيم..
أعود إلي خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرا إلي المدينة المنورة وقف مودعا بلده قائلا: والله إنك أحب البلاد إلي قلبي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت أبدا ..أيها الحبيب المحبوب..
ها أنت تعلمنا درس أخر في الإنتماء إلي المواطن والوطن وأوعد بكم إلي أول خطبة خطبها الرسول الكريم في المدينة المنورة ..أيها الناس.. أفشوا السلام فيما بينكم وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا ركعتين بالليل والناس ينام وألينوا الكلام تدخلوا جنة ربكم بسلام.. يا سلام عليك يا حبيبي ويا سيدي.. وضعت قاموس حياة للناس وما أحوجنا هذه الأيام إلي إفشاء السلام ليعم العالم كله ..وما أحوجنا إلي التفائل الإجتماعي في نشر فضيلة إطعام الطعام خاصة في مثل الأزمات الاقتصادية ..ما أحوجنا إلي الترابط الأسري بعد أن تفككت الأسر وأصبح كل فرد في الأسرة والأهل بعيد عن الأخر.. ما أحوجنا إلي صلاة ركعتين في الليل والناس ينام لزيادة القرب من الله.. ما أحوجنا إلي لين الكلام بعد أن أصبحت لغة الكلام بيننا غليظة وفيها سوء أدب.. في ذكره مولده الشريف.. لا نكتفي بشراء الحلوى للإحتفال بالمولد .. بل يجب علينا جميعا الراعي والرعية في جميع المستويات التحلى بالخلق المحمدي من فضائل الأخلاق كالتسامح والرحمة والكرم والمودة وإحترام الكبير والعطف على الصغير ..نشر ثقافة المحبة والايثار والتضحية والإنتماء للأسرة والموطن والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة وكل هذا يجعلنا منتميين للوطن.
أحبتي في الله .. ككارم أخلاق الرسول العظيم وشمائله وسيرته العطرة كثيرة ومنجم ذهب لا ينقص وعلينا أن نقتبس قبسة من نوره الشريف ولما لا وقد ذكره ربه في قرانه الكريم “وإنك لعلى خلق عظيم” صدق الله العظيم.. أي إنه صلى الله عليه وسلم فوق الخلق العظيم ..ولما لا وقد قال صلوات ربي عليه وسلم”أدبني ربي فأحسن تأديبي” صدقت يا معلم البشرية ونصير الحق..يا من أفشيت العدل والحب والرحمة والتأخى..
ما أحوجنا إليك يا رسول الله.. فنحن أحبابك فأنت القائل ..وأشوقاه إلي أجبابي.. فقال الصحابة ألسنا أحبابك يا رسول الله ..قال ..أنتم أصحابي.. ولكن أحبابي هم قوم أمنوا بي وصدقوني ولم يروني..
وأشوقاه إليك يا قرة عيني وحبيب قلبي يا سيدي يا رسول الله ..سلام عليك وعلى ألك وصحبك في ذكرى مولدك الشريف..
وكل عام وأنتم بخير.
مباشر القليوبية