متابعة – مدحت منير:
بدعوة كريمة من المخرج الفنان جمال المصرى قائد فريق الصخرة للفن المسرحى تابعت “مباشر القليوبية” الحفل الذى اقيم على خشبة مسرح مكتبة مصر الجديدة والذى حمل نفس عنوان العرض المسرحى المقدم فيه “إصحى يا نايم ” وهو عنوان موحى وكانه يعلن حالة النفير العام ويدق ناقوس الخطر للمجتمع المصرى بكل فئاته واطيافه محذرا من خفافيش الظلام الذين لا يريدون إلا خراب مصر وتقسيمها وهو ما أكدته مقدمة الحفل الفنانة المتألقة سهير رجب والتى دعت فى بداية الحفل للوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الروضة وتلى ذلك فقرة العاب سحرية للساحر “ريمون أسعد ” الذى قدم مجموعة ألعاب شملت فقرة تنويم مغناطيسى نالت إعجاب الحضور وعقب ذلك بدأ العرض المسرحى “إصحى يا نايم ” الذى تناول بشكل ملحمى متميز برع فى تقديمه المخرج المبدع “جمال المصرى ” فى أعماله السابقة وأخرها العمل المتميز للمؤلف والشاعر مايكل صدقى”مولد أهل مصر” المحن والمؤامرات التى تحاك ضد مصر منذ زمن بعيد من خلال عدة شخصيات محورية تربط بين اللوحات المتتالية وتعلق عليها هى شخصية “حابى” الذى يمثل نيل مصر الخالد الشاهد على كل الأحداث التى تمر بها مصر فى الأفرح و الاتراح والإنتصارات والإنكسارات وشخصية الملكة “حتشبسوت وشخصية الراوى الذى ربط اللوحات بالغناء على الربابة ويبدأ كل اغنية بقوله “إصحى يا نايم ” ويتناول العرض العديد من الاحداث التى تجاوزتها مصر فى الماضى مثل المجاعة ايام فرعون والتى تم التغلب عليها بحكمة يوسف الصديق الذى يظهر على المسرح متحدثا عن مصر وعظمتها وتتحدث الشخصية التى تجسد “مصر” عن انها كانت مأوى وامان للعائلة المقدسة التى ظهرت على المسرح لتحكى قصة هروبها من وجه الشر إلى مصر بإرشاد من الله ثم تأتى لوحة أخرى توضح الإضطهاد الرومانى للمسيحين عندما حكموا مصر ثم الفتح الإسلامى وحالة الأمان التى وفرها للمسيحيين على ضوء الحديث النبوى “إستوصوا بأقباط مصر خيرا”
ثم نأتى إلى اللوحة التى تمثل التأمر الخارجى على مصرمن خلال شخصية “الغريب ” الذى يمثل أمريكا وإسرائيل ومعهما الدول الاجنبية المعادية لمصر و”إمرأة عربية ” تمثل الدول العربية المعادية لمصر والمتحالفة مع “الغريب” بالاموال ويربط العرض بذكاء بين هذه المؤامرات ومؤامرات الماضى وأبرزها أسطورة خط بارليف المنيع الذى تحطم بسواعد جيشنا المصرى الباسل فى ملحمة اكتوبر 1973 الخالدة مشيرا للمؤامرات الحالية من محاولات تقسيم الشعب المصرى طائفيا وإغتيالات ضباط الجيش والشرطة وتفجير الكنائس وأخيرا تفجير مسجد الروضة و فى ختام العرض تدعو الشخصيات المحورية الإيجابية الرابطة بين الاحداث – أو للدقة – اللوحات لليقظة مما يحاك لمصر لخرابها وتقسيمها مثل الدول العربية التى دمرت بالفعل ويزداد تلاحم الجمهور مع ابطال العمل اذين ينزلون للصالة مرددين أغنية الختام “إصحى يا نايم ” الداعية لليقظة لينتهى العرض الذى كان بمثابة أنشودة عذبة فى حب مصر ورسالة هامة تأتى فى وقتها تماما قدمها المايسترو المبدع دائما المخرج “جمال المصرى ” قائد فريق “الصخرة ” للفن المسرحى عن نص متماسك توافرت له الحبكة الدرامية المتميزة للكاتب الفنان مدحت عوض وتألق فى العرض أصحاب الشخصيات المحورية و فى مقدمتهم النجم المخضرم “مجدى شكرى ” فى دور “حابى ” ومريم المصرى فى دور ” مصر ” والفنان المتميز “فادى جلاب ” فى دور “الغريب ” و ناردين نبيل فى دور “حتشبسوت ” و”فادى الكردى ” فى دور الراوى و”منال يسرى ” فى دور “الدول العربية المناهضة لمصر “
وقد تألق شباب فريق “الصخرة ” وكان كل منهم بطلا فى دوره وتضافرت معهم العناصر الفنية مثل ألحان سعد ماركو وتوزيع عمانوئيل سعد وماكياج “جينو” والمطربين مينا المصرى وأحمد مانو والمخرجين المنفذين الفنان لوندى نادى والفنان المتميز رامى جمال
ويضيق المجال كثيرا عن ذكر كل العناصر التى قدمت لنا هذه السيمفونية المسرحية المترابطة الاجزاء والتى لم يشعر فيها الحضور بلحظة ملل واحدة بل إلتهبت الأكف بالتصفيق فى أكثر من مكان وهذا يحسب بالطبع لقائد العمل المخرج الفنان جمال المصرى الذى خلق هذه الحالة المسرحية المتميزة
هذا وقد شهد العرض لفيف من الشخصيات العامة والفنية والإعلامية كان فى مقدمتهم النجم الفنان “عاصم سامى ” والنجم الشاب “سيد ممدوح ” واخرين
مباشر القليوبية