كتب سمير ابو المجد :
كان هذا أخر سؤالا سأله لي ابني في حواره معي وكان سؤالا بمثابة بركانا فجره ابني دون قصد منه ….. نجمت عنه علامات استفهام متشابكة كخيوط العنكبوت ……
ما هو الضمير؟
كيف تتم صياغته ؟
هل يختلف الضمير من إنسان لأخر ؟
ليس هناك ادني شك في أن كل منا يولد كصفحة بيضاء ، يقوم الوالدان بكتابة الحروف الأولى وغرس البذور
الأولى من القيم والمبادئ في تلك الصفحة ..بعد ذلك يأتي دور المجتمع متمثلا في المدرسة ،الأصدقاء ، وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ،المسجد ، الكنيسة ، المسرح بالإضافة إلى النمط السلوكي العام
السائد في المجتمع ( القدوة ) كل هذه الروافد المعرفية والسلوكية والروحية تقوم بتشكيل وصياغة الضمير فإذا
كانت تلك الروافد نابعة من انهار مياهها متجددة صافية مثل قطرات الندى في ضوء الشمس تعلى من قيمة
الأنا الأعلى وما تمثله من قيم أخلاقية سامية … من خير وسلام … من عدل وتسامح ،،، من محبة وإخاء
بالتأكيد ستنحسر مساحة القبح في حياتنا وتزداد مساحة الجمال ، وسيكون سلوك الفرد سلوكا راقيا وحضاريا
وعلى العكس تماما .. أذا كانت تلك الروافد نابعة من أبار أسنة … تعلى من قيمة (الأنا ) تعمل على إشباع
غرائزها .. من طمع وحقد.. من حب التملك .. من تعصب لرأى … حينئذ ستتوارى مساحة الجمال في حياتنا
وسيتسم سلوك الفرد بالوضاعة والدونية …
فالمجتمع لا يستقيم بالقوتين فقط .. أو بالشعارات فقط .. أنما يستقيم حينما يستقيم الضمير(سواء الضمير الفردي أو الجمعي )
لماذا الصمت يا أبى ؟
يبدو أن فترة صمت قد طالت بيننا ..
كنت أسالك .. أين الضمير الإنساني ؟
حينما يؤدى كل منا دورة مدركا لمسئولياته محددا لأهدافه ….. ألا يكون الفرد متمحورا حول ذاته فقط
بل يكون متمحورا حول الأخر .. حول هدف عام .. حول قيمة نبيلة ..عندئذ سترى الضمير متجسدا
في منظومة تعليمية تعتمد على الابتكار وتنمية القدرات ….خطاب ديني مستنير …
قصيدة شعر تفيض بإحساس مرهف ..أغنيه ذات مضمون … فيلم يحمل رسالة ويعالج قضية
وفى أشياء أخرى لا أريد أن أثقل عليك بها …..
يا أبى كل هذه تعتبر أيضا روافد للضمير ..أليس كذلك يا أبى ؟
نعم يا بني ….. أوافقك الراى …الم اقل لك اننى اتعلم منك …فهذا هو الضمير ..هذه بذوره ..وتلك ثماره.