من كان لا يتمنى لجهاز الشرطة أن يعود من غيبته التى طالت بعد أحداث يناير ٢٠١١ ؟ فالشرطة المصرية مع كامل الإحترام لكل صغير وكبير بها، لا تستقيم إلا بالشعب لأنهم جزء منه شاء من شاء وأبى من أبى.. هما كفا الميزان لا تستقيم الحياة بدون أحدهما.. الدائرة تكون مغلقة إذا تضائل أيا من الاثنين وتقزم أمام الأخر. إذن كان ولابد للشرطة أن تعود، لأن غيابها طال بعد أن استفحل عتاة الاجرام وعاثوا فى الأرض فسادا.. وترحم الجميع علي أيام ما قبل يناير ٢٠١١ . دعونا نسأل ..ومن المسئول عن إنحدار القيم والأخلاق ، والسلوكيات التي أفرزتها ثورة يناير وهبطت بالغالبية إلى الهاوية..؟. أعتقد أن إجابة السؤال أصبحت أوضح من أن نتحدث فيها مرة أخرى، ومع ذلك دعونا ننسى عن من المسئول حتى لا نغضب الأسياد.. دعونا نسأل سؤال أخر كيف تعود الثقة مرة أخرى إلى الجهاز الحيوي ..صمام الأمان وحامى الغلابة ونصير المستضعفين .. من لا ظهر لهم ولا سند .. من لا يعرفون سعادة الباشا والبيه وسيادة المستشار.. والأستاذ الصحفى .. وجاى من طرف فلان بك..؟ متي يذهب المواطن إلى مركز الشرطة دون أى يستوقفه من يقفون على مداخله ، ويحاسبوه حساب الملكين.. أيوه يا يا أستاذ ..على فين ورايح لمين وليه..فيه ميعاد سابق..طب اركن شوية..يا استاذ بأقولك اركن علي جنب.. ويشعرك كأنك حضرت إلي مركز الشرطة من أجل نزهة خلوية بعد يوم عمل شاق..، مع أنه يعلم علم اليقين أن من يحضر اليهم .. كان الله في عونه .. يا اما جاى فى مصيبة أو أكبر من المصيبة حبتين.. يعني مش جاى يشرب عصير فريش أو فنجان قهوة بالحليب..؟! بعض صغار الشرطة الآن بكل بساطة يحتاجون إلى رجال يخافون الله.. وإن شئت الدقة أكثر.. يحترمون المواطن ويشدون من أزره.. لا أن يحاسبوه حساب الملكين قبل أن تطأ قدماه داخل القسم.. لكن قبل أن يقاطعني أحد فهناك مواطنون يستحقون عكس ذلك ومتقوليش حقوق انسان ولا بدنجان.. فأنا مع رجال الشرطة قلبا وقالبا لنوعية معينة من البشر تستحق أشد العقاب..الا من رحم ربى. إذا كان القائمين على أمر هذا المرفق الحيوى لديهم رغبة صادقة فى خروجه مما لصق به من صورة ذهنية سيئة .. أحيانا يشعر بها المواطن بالتحسن ويكون هناك انطباع جميل .. لكن الغالبية تري عكس ذلك.. !؟؟ هناك قولا مأثوراِ عن رجال الشرطة أسمعه منذ وقت طويل..ان اللي متغطي بهم عريان.. يعني لو كنت عارف الباشا الفلانى أو البيه العلانى وأصبحتم أصدقاء .. الا أن هذا لا يمنع تلك المقولة ..لكن ربنا يكون فى عونهم ..فطبيعة عملهم لا تقدر بمال. سامحوني علي هذا السرد الطويل..لكن قادتنى قدماى منذ أيام لمركز شبين القناطر وأنا متضرر من ذهابي من أجل صديق وقع في مشكلة «نفقة» زوجية.. ذهبت وأنا علي يقين أن شييء لن يتغير وجبتك يا عبدالمعين.. لكن أن تظهر طاقة نور فى ليلة حالكة السواد ، هذا ماحدث بعد أن قابلت العميد محمد جندية مأمور مركز شبين القناطر، هذا الرجل والحق يقال أثلج صدرى بوجه البشوش ومقابلته التي يغلفها الود والاحترام..رغم أنها دقائق معدودات وكأننى أعرفه منذ سنوات طوال..، هو رجل يبدو أنه من نبت طيب وابن أصول، يعرف كيف يحتوي المواطن ويربت علي كتفيه ويشد من أزره..لا أن يحمله ما لا فوق طاقته .. هذه النوعية من البشر تستحق الاشادة والاحترام في أى تجمع ، حتي يأخذ كل ذى حق حقه ولكل مقام مقال، فكلما احتك المواطن بالرتب الأعلى ، كلما أحس بأدميته وحقوقه، والعكس صحيح، المحترم المهذب الخلوق العميد محمد جندية..لك كل تقدير واحترام.. وعلي كل صاحب حق أو مظلمة ومن هذا المنبر ، مكتب هذا الرجل مفتوح لنصرة المظلومين..، ومحدش يخاف.. فالشرطة والشعب وجهان لعملة واحدة ..لا تستقيم الواحدة دون الأخرة..!
مباشر القليوبية