المشكلة الحقيقية التي تواجه مصر هي مشكلة الإدارة الناجعة التي تعتمد علي التخطيط السليم والتنفيذ الجيد والمتابعة المستمرة ووضع الرجل المناسب في مكان مناسب الذي يعتمد علي الكفاءة والشفافية والنزاهة والإخلاص في العمل وتطبيق العدالة مع كافة المرؤوسين.. وبهذه النوعية من الإدارة تقدمت الدول وسبقتنا بمراحل كثيرة.
والوضع يختلف في مصرنا الحبيبة حيث نجد معظم المناصب في المستويات المختلفة من الإدارة يتولاها أشخاص غير مؤهلين لقيادة هذه المناصب ولهذا نجد أنفسنا نتقدم ببطء وفي أوقات كثيرة نجد أننا لم نتقدم أصلا ونقف محلك سر.. بل أن الأسوأ من هذا أن نتراجع إلي الخلف.
والأمثلة كثيرة في الفشل الذريع الذي حققناه في مشاكل كثيرة لم نستطع الوصول فيها إلي حلول جذرية والخروج من دوامتها.. وعلي سبيل المثال لا الحصر مشكلة القمامة التي تواجه كل محافظات مصر تقريبا وتعاقبت الأفكار والمسئولون ما بين الإستعانة بشركات أجنبية وشركات وطنية أو متعهدي جمع القمامة أو الاعتماد علي عمال النظافة بالمدن والأحياء.. في حين أن الأمر سهل وميسر لو أننا اجتهدنا في العمل وكانت هناك متابعة حقيقية من رؤساء المدن والأحياء في هذا الشأن.. ولكن ما يحدث أن هؤلاء المسئولين ينتظرون الأوامر الفوقية ويعملون علي تنفيذها بطريقتهم الخاصة.. أي بمعني عمل حملات لرفع القمامة والاشغالات من الشوارع والميادين وأمام المدارس لمجرد الشكل العام والتقاط الصور بأن كل شيء علي ما يرام وترسل التقارير والصور بالجهد المبذول وهنا ينخدع المحافظ بهذه التقارير الوهمية حيث أن الواقع يقول أن معظم الشوارع والميادين غير نظيفة وتراكمات القمامة والاشغالات تشهد علي ذلك..
وعندما قمنا بنشر حملات نظافة وهمية في معظم مدن القليوبية خاصة في شبرا الخيمة قام علي الفور بعض المسئولين بحي غرب بإرسال صور أمام بعض المدارس تدل علي النظافة أمام هذه المدارس ونشرت المحافظة علي البوابة الإلكترونية الرسمية لها هذه الصور ردا علي ما نشرناه.. ولأن المواطن القليوبي بصفة عامة والمواطن الشبراوي بصفة خاصة علي وعي كبير ويري بعينه أكوام القمامة والاشغالات المتراكمة في كل أنحاء الشوارع والميادين رد علي نفس البوابة الإلكترونية للمحافظة بأنكم تكذبون وأن المسئولين لا يقولون الحقيقة.
وهنا يكتشف المواطن الحقيقة من خلال كذب المسئول الذي يعيش في برج عاج منعزلا عن المواطنين.. فالكذب هنا هو عنوان للحقيقة.
وإذا تطرقنا إلي مشاكل عديدة لا نستطيع إيجاد حلول لها نجد أننا في احتياج إلي التغيير بتعيين قيادات أكفاء علي مستوي عال من الذكاء والرؤية لوضع حلول غير تقليدية لحل هذه المشاكل..
إذا أردنا بالفعل أن نخطو خطوات واسعة علي قدر الخطوات التي يتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسي فعلينا اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب لا يعرف الكذب ولا النفاق وأن يقول الحقيقة مهما كانت مرة ومؤلمة.. بهذا فقط نضع أنفسنا علي أول خطوة نحو الإصلاح الحقيقي في مصر.
مباشر القليوبية