تتطور الأمم التى تعبئ امكاناتها لتطوير تعليمها فتخرج خريجين أكفاء قادرين على انهاض بلادهم وتحسين مركزها بين الأمم وتفيد البشرية بعلمها ولقد أولى جمال عبد الناصر التعليم كل اهتمامه وجعله الزاميا وأذكر وأنا فى المرحلة الابتدائية كان اذا غاب طالب أو طالبة من مدرسة القرية كان الناظر يبلغ الشرطة فيأتى الخفير الى منزل المتغيب طالبا أو طالبة أيا كان ويصطحبه الى المدرسة هذا التعليم خرج العديدين من العلماء الذين شرفوا مصر على مستوى العالم وأذكر ماقاله عالمنا الجليل المرحوم د زويل الذى قال انه عندما ذهب لأمريكا لاستكمال دراسته وجد ماحصل عليه فى كلية العلوم بمصر لايقل عما يحصل عليه الأمريكان فى أمريكا فى ذلك الوقت فانخرط فى دراسات الماجستير دون الحاجة الى تعليم اضافى يؤهله لبدء تلك الدراسة وكذلك قال العالم د محمد أبو الغار رائد زراعة الأجنة أنه محظوظ لأنه تلقى العلم فى مصر فى بداية الستينيات .
أما الآن فترتيب مصر عالميا فى مؤشر جودة التعليم العام والعالى رقم 135 من بين 139 دولة وهناك مهندس مصرى تخرج من كلية الهندسة فى عهد مبارك وذهب وعمل فى احدى دول الخليج بمهنته لمدة عشرة سنوات وقرر الهجرة الى كندا وتقدم لمدة عام كامل لمؤسسات التوظيف ولكنها جميعا لم ترد عليه فقرر الالتحاق ببرنامج تأهيلى لاعداد المهندسين المهاجرين بكندا فاكتشف أن ماحصل عليه فى كلية الهندسة بمصر ماهو الا مجرد قشور لاتصلح لتأهيله للعمل فى كندا مطلقا .
ومع تدهور مستوى التعليم فى مصر لاتخصص الدولة له فى الموازنة العامة للدولة مايؤدى لاصلاح حال المناهج والمدارس والمعلمين لأنها تستكثر المبالغ المطلوبة للتطوير لأنها تتامل بمنطق التكلفة والعائد وتهدف لتحقيق الربح السريع وتنتظر نجاح الاصلاح الاقتصادى لتطوير التعليم من عوائد الاصلاح وعلى رأى المثل موت ياحمار على ماييجى لك العليق
مباشر القليوبية