كتاب الموقعمقالات

أحمد عبد الكريم يكتب : وداعا يا اعز و اغلي الاحباب

اسمحوا لي ان اكتب اشراقة اليوم عن اعز و اغلي الحبايب.. ان اكتب عن امي.. و ان اردت ترك العنان لقلمي لن يكفيني كتابا باكمله لانها كانت حدوتة كبيرة و جميلة في حياتي و حياة كل من عرفها و اقترب منها..
يسألوني باستمرار من اين لك كل هذا التسامح؟ .. اقول لهم من امي التي كانت تحثني منذ الصغر علي فضيلة التسامح لانها كانت التسامح نفسه متجسد فيها..  يسألوني من اين لك كل هذا الحب للناس و الكرم و المجاملة و كل الاخلاق ااحينة؟ .. اقول لهم من امي منبع الحنان و الحب و الكرم
.. يا سادة.. لم اسمع في حياتي كلمة نابية تلفظت بها.. لم تسئ لاحد طيلة حياتها.. كانت تسامح بلا حدود.. امي يا احباب كانت تختم القرأن الكريم ثلاث مرات في الشهر.. كانت تصوم شهور رجب و شعبان و رمضان و الستة البيض و يومي الاثنين و الخميس اسبوعيا و الثلاثة ايام قمرية.. لم تترك فرضا من الصلوات.. و تصلي قيام الليل حتي الفجر.. كانت تسارع في فعل الخيرات.. لم يلجأ اليها صاحب حاجة و ردته.. امي يا سادة بالرغم انها كانت مدللة و هي فتاة لانها كانت الابنة الوحيدة لجدي و جدتي.. لكن كانت لها خمس اخوات من الجد و الجدة و لكنهم كانوا يحبونها و تحبهم و يجمع بينهم الخير و لم يكن لها اخ فكانت تعتبرني اخيها و ابنها.. بالرغم من انها كانت مدللة الا عندما تزوجت و كان عمرها 16 عاما و تزوجت في بيت العيلة.. تحملت الحياة و العمل في خدمة زوجها واهله و اولادها حيث انجبت من الابناء تسعة.. مات اثنان منهم.. ظلت وفبه لاسرة زوجها و عندما انتقلنا لبيتنا الجديد خرجت و هي حزينة من بيت العيلة. لكنها ظلت علي برها بهم. احبتهم فاحبوها و دعوا لها بكل خير.. امي يا احباب دبرت حياتها علي قدر دخل ابي و بنت لنا الشقق و زوجتنا و ساعدتنا.. حتي زواج احفادها.. و اوصت قبل وفاتها و تركت مساعدتها لحفيدة لها سيتم زفافها نهاية العام.. امي يا سادة
لم تنس اعياد ميلاد احفادها و تجاملهم فيها و تشتري لهم الهدايا.. بيتها كان و سبظل ان شاء الله مفتوحا للجميع..
اقول ايه و لا ايه.. و لكن عن صبرها علي المكاره و رحلة المرض التي طالت سنوات فحدث و لا حرج.. هده السيدة العظيمة تحملت الألم سنوات و سنوات و ظلت قعيدة اخر اربع سنوات علي سريرها. لم يترك المرض سم واحد سليما في جسدها.. و اخيرا بعد تحملها كل هذا الألم قالت يا حبيبي اني احبك.. يا رب اذا كنت تحبني فارحمني من هذا الألم لاني لم اعد اتحمله.. فكانت الاستجابة من الدعاء و توفيت امي بعد يوم واحد من هدا الدعاء و كانت جنازتها و لبلتها
كما كانت تتمني و جاءت تبشرنا في انها ترتع في الجنة بجناحين و افصحت لشقيقي في اامنام عندما يسألها.. قالت له انه عملي يا بني.
انها امي اعز و اغلي الاحباب.
سامحوني لعل احد تصيبه كلمة طيبة من تلك الكلمات.. ادعوا لامي و ادعوا لي فانا احتاج دعواتكم.

مباشر القليوبية

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى